طريقٌ إلى القراءة

رغد  حمزة
محامية، كاتبة، مدوِّنة
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

هل ترغب في دخول عالم القراءة بحماس معتدل يجعلك مستمر الخطى في طريقه؟ هل تحب أن تنتمي لأولئك الذين يحلّقون بسعادة عند التواجد في أجواءٍ خاصة بهم من كتابٍ وكوبِ قهوة وموسيقا كلاسيكية وبعض الهدوء؟ هل تود أن تكون ممن يستمتعون بمشاركة الرأي حولَ كتابٍ أنهوه تواً وإثراء معارفهم بمزيد من المعلومات من مختلف المصادر؟ إذن أهلا بكَ في عالمي، عالم القراءة الممتع، الذي تعهدت أمام نفسي بعد أن أصبحتُ من محبيه، أن أسهل الطريق إليه لكل راغبٍ إليه يودّ اتخاذ الكتب أصدقاء جدد في حياته.

طريقٌ إلى القراءة

جدول المحتويات :

  • اختر مجالاً يثير اهتمامك.
  • ضع لنفسك وقتاً محدداً، ولكن مرناً.
  • حفّز نفسك.
  • لا تنضم إلى مجموعات القراءة باكراً.
  • لخّص، دوّن، شارك ما قرأت.
  • أهلاً بك في عالمنا.
طريقٌ إلى القراءة

اختر مجالاً يثير اهتمامك:

عزيزي المهتم بأن تغدو قارئاً، دعني بدايةً أسألك عن اهتماماتك؛ ما المجال الذي تفضله؟ ولربما يكون نفسه مجال اختصاصك الدراسي والذي اخترته بناءاً على شغفك به، أتستمع وأنت تقرأ مواده العلمية؟ هذا رائع، إذن هذا المجال سيشجعك بالتأكيد على قراءة كتاب يتحدث عن هذا المجال ويستفيض فيه بمعلومات لم تعرفها بعد ولكنك سترغب في ذلك. أما إن لم تكن من تلك الفئة المحظوظة المحبة لاختصاصها الدراسي، فأوجّه لك سؤالاً: ما المجال الذي تحب أن تعرف عنه أخباراً أو معلومات مستجدة؟ وترى نفسك تلقائياً تتحدث عنه بأريحية ومعلومات وفيرة إذا ما جيء بذكره أمامك؟ هذا هو المجال الذي يثير فضولك، ويشجعك على أخذ الكتاب الذي يتحدث عنه والقراءةِ فيه ولو تصفّحاً. صفحةٌ فصفحة، تجد نفسك أنهيتَ كميةً لا بأس بها دون الشعور بالوقت، وذلك لاستمتاعك بما يستعرضه عقلك في تلكم الصفحات.


اقرأ ايضا

    طريقٌ إلى القراءة

    ضع لنفسك وقتاً محدداً، ولكن مرناً:

    كقرّاء، دوماً ما نهتم بوضع برنامج محدد لقراءاتنا كمدة زمنية وأيضاً كترتيب، بمعنى، أن هذا الكتاب يجب أن أنهيه خلال أسبوع أو ١٥ يوم أو ربما شهر، وهذا يساعد في إثراء مخزون معلوماتك بشكل ممنهج ومنظم لمجال الكتب او نوعية الروايات التي تقرؤها، لكن إن كنت في البداية فلا تضع لنفسك وقتاً محدداً بطريقة صعبة التحقيق. وفي نفس الوقت ليس من الصواب أن تترك لنفسك حرية إنهاء الكتاب متى أردت، لأنك لن تنهيه هكذا، إذ أنك أصلاً تحاول القراءة وأنت في منتصف طريق اقتناعكَ بها، وترك العنان في ذلك لن يجدي فلابد من بعض الالتزام. لذا، ابدأ ولو بصفحةٍ واحدة في اليوم، أي أن تنهي سبع صفحاتٍ في الأسبوع، وأسبوعاً بعد أسبوع ستجد نفسك قادرٌ على زيادة بسيطة تساهم في تسريع نيل المعرفة من ذلك الكتاب بوقتٍ أقل للانتقال إلى مصدر معرفةٍ جديد .

    طريقٌ إلى القراءة

    حفّز نفسك:

    حقاً هذا ما أفعله أنا شخصياً، ولكن بقلب المعادلة، أي أنني حين آتي بنجاحٍ ما أو أحقق هدفاً رسمته أكافئ نفسي بكتاب جديد، وأنت يا عزيزي اقلب المعادلة أيضاً، كلما انتهيت من قراءةِ كتاب افعل شيئاً يسعدك، أو اشترِ لنفسك شيئاً تحبه، وهكذا سيعتاد عقلك تلك المكافأة عند الانتهاء من كتاب وتجد نفسك تلقائياً تريد الحصول على ذلك الشعور مرة أخرى، لكن وأكرر مرة أخرى هذا شيء يتطلب منا بعض الالتزام اتجاه أنفسنا، إذ أن كل تلك النصائح نطبقها ذاتياً ولنا، دون أيّ التزامٍ خارجي ّ.

    طريقٌ إلى القراءة

    لا تنضم إلى مجموعات القراءة باكراً :

    مجموعات القراءة أو مشاريع القراءة الجماعية هي عبارة عن الالتزام بقراءة عدد محدد من الصفحات للالتحاق بركب القرّاء بشكل دوري وإنهاء الكتب بشكل ممنهج ومنظم بالاتفاق مع المجموعة، مثل مشروع أصبوحة – 180 العربي الذي جمّع عدداً كبيراً من الشباب العربي لزيادة عدد القرّاء ونشر الوعي عن أهمية القراءة وخاصّة الهادفة، إذ أن عناوين المشروع مُختارة بعناية لتنهض بالشباب العربي وتعطي لهم الفائدة، ولكن إن كنت مبتدئ فقد يفيدك حماس البداية ويدفعك لإنجاز أول أسبوع والثاني، ولكن فيما بعد ستجد الأمر وكأنك تُكرِه نفسك على القراءة، وهذا ما لا نريده بالطبع، أنا شخصياً سفيرة قارئة لدى هذا المشروع الضخم ومستمتعة كثيراً بالكتب التي أنهيها معهم، ولكن كثيراً من صديقاتي أخبرنني بأنهم لم يكملوا معهم بسبب ما شعروا أنه ضغط والتزام مفرط، وهن بالأصل قارئات، فما بالك بمن نحاول تعويده على الأمر!

    طريقٌ إلى القراءة

    لخّص، دوّن، شارك ما قرأت:

    كان يتحدث أنس بن حسين صاحب بودكاست ساندويش ورقي عن مبدأ التدوين، أو الإثبات بشكل أدق، بأنه مبدأ مهم جداً وخاصة في السلك الإداري، إن لم تدوّن ما قمت بإنجازه كعملٍ أنهيته أو مشروع أتممته فيكون عرضةً للضياع وكأنك لم تفعل شيء، وذكر تباعاً لذلك الكلام عدة أمثلة عن أهمية التدوين ومنها تدوين ما قرأت، وقال : إن لم تدون وتشارك مع نفسك أو غيرك الكتاب الذي أنهيته فكأنك لم تقرأ شيء، ومنذ أن سمعت تلك الجملة أحسست بمدى أهمية ترسيخ المعلومات التي نقرأها والمعرفة التي نستلهمها من الكتب بالتدوين والكتابة، نكتب ما حصدنا من الكتاب، ما فهمنا من نقاط أثارت اهتمامنا ونريد اتباعها أو تلخيص أفكاره. يساعدك التدوين على التخزين الصحيح والثابت للقراءة التي أنهيتها، وكأنك وضعت الكتاب حينما انتهيت منه داخل عقلك، لا على رف المكتبة.

    طريقٌ إلى القراءة

    أهلا بك في عالمِنا :

    حينما ترى أن هذا المقال قد لفت انتباهك، ومضمونه قد شدّك لبدء الممارسة العملية، فأقول لك بكل حب أهلاً بكَ في عالمنا، عالم القراءة والهدوء والقهوة. اتبع هذه النصائح البسيطة واكتشف سعادةً خفية تختبئ في صحبة الكتاب، قد تكون سمعتَ عنها كثيراً لكنكَ لم تجربها، جرّب، اختر مجال اهتمامك، حدد الوقت وعدد الصفحات الذي يتناسب معكَ مبدأياً، أُوعد نفسكَ بجائزة عند إنهاء الكتاب، دوّن ما أخذت منه، ونمِّ مخزون عقلك وذُق حُلو المعرفة.

    خاتمة:

    لكَم أتمنى أن أجالس كل شخص يحب دخول عالم القراءة على حدة، وأحاول أنا وهو اكتشاف الطريقة الأمثل ليكون قارئاً مستمتعاً ومحباً، وليس مجبراً. نحن أمة اقرأ، ونحن أمة العلم والسمو به، لذا وبعد أن أصبحَتْ القراءة جزءاً مضيئاً ومهماً في حياتي، أخذت عهداً على نفسي أن أحاول قدر استطاعتي أن أُري الناس وخاصة جيل الشباب والأطفال متعة القراءة والفائدة الكامنة فيها، وأن أحاول إعادتهم من التكنولوجيا والتفاهة المنتشرة التي سلبتهم إلى دفّات الكتاب، حتى ننهض بوطننا العربي حق النهضة ونبعده قدر الإمكان عن الهاوية التي نُساق إليها دون أن ننتبه.

    رغد  حمزة

    رغد حمزة

    محامية، كاتبة، مدوِّنة

    محامية وكاتبة عشرينية، عاشقة للكتب وكل ما يخصها من قراءة وتأليف وتحرير وتدقيق وحتى تصنيع، أحب مهنتي لكني أميل كل الميل لشغفي وأطوره، وكذلك لدي اهتمام بمجال ريادة الأعمال وتطويرها، أسأل الله أن يهديني إلى الصحيح في كل طريق حتى أغدو مثمرة مستثمرة في المجتمع ✨🤍

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ