شخصيات من بلدي ... قامات مرموقة وشخصيات مؤثرة في القضية الفلسطينية
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولالقضية الفلسطينية بوصلة الأحرار ونقطة لا خلاف فيها بين الشرفاء أجمع، مهما اختلفت الأفكار والمعتقدات والأديان؛ إلا أن القضية الفلسطينية قضيتنا جميعًا، وقد برزت كوكبة من الشخصيات المناضلة والمؤثرة بعمق في هذا البند، وقد سطرت هذه الأسماء بين سطور التاريخ بماءٍ من ذهب لتكون أيقونة يحتذى بها وقدوة تنحني لها الهامات احترامًا.
شخصيات مرموقة مؤثرة في القضية الفلسطينية على مر التاريخ
أسماءٌ اقترن ذكرها بتاريخ القضية، حتى أصبحت أيقونات ونماذج للحرية العربية والدفاع عن عنها بكل شرف، كل من هذه القامات قد اتخذ له طريقًا وأسلوبًا خاصًا به ليكون داعمًا وناصرًا ومؤيدًا لقضيته دون خوف أو تردد، لم يقف خلف الجدران إطلاقًا، ولم يكتبوا من خلف الشاشات بل صدحت أصواتهم من كل الأنحاء حتى بات صداها يتردد في الأجواء "عاشت فلسطين حرة عربية".
الشيخ عز الدين القسام
لم يكن من المعقول تخطي الكلام والتبجيل بالشهيد عز الدين القسام عند الوقوفِ على أطلالِ كوكبة من كبار المؤثرين في القضية الفلسطينية، فإنه الملهم والأب الروحي للمقاومة الفلسطينية لا محالة، فقد ترك بصمة عميقة في تاريخ المقاومة.
اقرأ ايضا
الشيخ عز الدين عبد القادر القسام من مواليد بلدة جبلة الكائنة في جنوب اللاذقية في سوريا، نشأ وترعرع في مسقط رأسه، ثم انتقل للالتحاق بالجامع الأزهر في القاهرة بعد بلوغه سن الرابعة عشرة فتتلمذ على يد الشيخ المصلح محمد عبده، وامتهن تعليم الأطفال في الكتاب في بلدته بعد والده.
الشيخ القسام ملهم المقاومة العربية
ارتفعت أحاسيس الوطنية في أعماق روح القسام خلال تواجده في القاهرة؛ وتحديدًا في أعقاب الفشل الذي انتاب الثورة المصرية بقيادة أحمد عُرابي ضد الاحتلال البريطاني، وقد بدأت توجهاته نحو بذل الجهود الجبّارة للحفاظ على الأمة العربية والإسلامية وإصلاحها والتكاتف في التصدي للاحتلال الأجنبي القاهر ومقاومته بكل بسالة.
الشيخ القسام أيقونة المقاومة العربية كان وما زال ذو مكانة مرموقة بين الناس، ولم يستطع القسام الصمت أبدًا أمام العدوان الإيطالي القاهر على الشعب الليبي عام 1911م؛ فأطلق نداءات الدعوة لنصرة الإخوة الليبين بشتى الطرق منها التظاهر والتطوع للقتال في صفوفه، كما أنه الرائد الأول بالانضمام لمقاومة الاحتلال الفرنسي الذي مارس جحوده في سوريا وسواحلها بين عامي 1919-1930م، وبعد أن قاتل وقاوم هو ومن معه ببسالة غامرة؛ فقد شعرت فرنسا بالرعب منه وأصدرت حكمًا بهدر دمه والإعدام بحقه.
دور القسام في المقاومة الفلسطينية
في عام 1920 وطأت قدميّ القسام تراب حيفا مع أسرته ليبدأ أعماله بتعليم الطلبة في مدرسة البرج الثانوية، وكانت هذه اللحظات بمثابة تأهب واستعداد للانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية المتأججة بروح الوطنية، فقد ترأس بعد 8 سنوات وتحديدًا في تموز 1928م جمعية الشبان المسلمين في المدينة بعد مشاركته الفذة في تأسيسها، وقد اتخذ منها منبرًا لتعميم وتعميق شعور الوعي الوطني بين الرجالات الوطنية وتشجيعهم على الدفاع عن أوطانهم، لم تكن ثقة الشعب الفلسطيني به من فراغ؛ بل كان دوره وصيته وأخلاقه في التوعية الدينية والوطنية سابقًا له، فقد ازدادت معارفه وانتشار سمعته الطيبة أكثر بعد أن اندمج مع الناس في حيفا بعد تسلمه منصب المأذون الشرعي في المحكمة الشرعية هناك عام 1930م.
دعا القسام إلى الكفاح المسلح ضد بريطانيا بعد أن آمن تمامًا بأن بريطانيا المحرك الخفي للكيان الصهوني والداعم الأول لمشروع الوطن القومي اليهودي، فانطلق نحو بناء حلقات متكاملة لدعوة الناس للجهاد والدفاع عن أراضيهم؛ فقد أعلن الجهاد رسميًا ورفع رايته ضد بريطيانيا في 12 تشرين الثاني سنة 1935م في مدينة حيفا؛ وقد جاء ذلك في أعقاب تدفق الجماعات اليهودية للهجرة للأراضي الفلسطينية استعدادًا للاستيطان.
استشهاد الشيخ عز الدين القسام
بعد قتال عنيف مع القوات البريطانية في 20 تشرين الثاني عام 1935م ارتقى الشيخ شهيدًا إلى جوارِ ربه برفقة أربعة من المجاهدين، وذلك بعد انقضاء 6 ساعات من القتال بمعركةٍ غير متكافئة مع الأسف، فقد عمّ الحزن والإضراء على حيفا بعد إذاعة نبأ استشهاد القسام، ووارى جثمانه الطاهر ثرى مقبرة بلدة الشيخ في حيفا.
الشيخ أحمد ياسين
سماحة الشيخ أحمد ياسين رئيس جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة شهيدُ روّى الأرض بدمائه الطاهرة، أدى صلاته فجرًا واتجه ليرتقي شهيدًا ويعتلي مكانة مرموقة في الآخرة أيضًا؛ فقد اختيرت له هذه النهاية المشرّفة في مماته استكمالًا لمسيرته الحياتية التي كانت تعج بالمواقف الرجولية النابعة من أعماق الحب الديني للأرض والوطن،
رحل الشيخ أحمد ياسين تاركًا خلفه بصمة عميقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية فقد كان صوت حر يصدح من فوق منبر مسجد العباس في مخيم الشاطئ للدعوةِ للجهاد ومقاومة الاحتلال، كما أنه قد تكفّل بجمع المساعدات والتبرعات لإعانة عائلات المعتقلين والشهداء، وقد واجه الاعتقال عدة مرات بتمٍ متفاوتة بينها الانتساب لجماعة الإخوان المسلمين؛ وبعد سنوات تمكن من أن يكون رئيسًا للجماعة في قطاع غزة عام 1968م، وانطلق يمارس جهوده وأعماله في الخدمات الثقافية والاجتماعية، ولم تكن هذه انجازاته فحسب؛ بل توسعت لتشمل تأسيس جمعية المجمع الإسلامي والجامعة الإسلامية.
دور الشيخ أحمد ياسين في المقاومة الفلسطينية
اعتٌبِر الشيخ أحمد ياسين أيقونة يحتذى بها في مجال الوفاء والإخلاص للقضية الفلسطينية، فقد ساهم بطريقته الخاصة في الدفاع عن بلاده والقضية؛ فقد كان يبذل جهودًا جبارة في الدعوة لمقاومة الاحتلال الغاشم ومجابهته اعتبارًا من بداية الثمانينات في غضون القرن العشرين، وصب جهوده أيضًا في تجهيز شباب المقاومة المسلحة ضد الكيان الصهيوني حتى دب الرعب في قلوب إسرائيل؛ ما دفعها لإصدار مذكرة القبض عليه منذ شهر نيسان 1984م مع توجيه العديد من التهم منها تشكيل التنظيمات العسكري؛ حتى واجه حكم السجن لمدة 13 عام؛ إلا أنه قد حرر في صفقة تبادل أسرى تمت بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقوات الاحتلال الصهيوني.
تأسيس حركة حماس
من المشرّف القول بأن حركة حماس هي وليدة أفكار وتنظيم الشيخ أحمد ياسين، التي تحرك نحو تأسيسها في شهر ديسمبر 1987 بالشراكة مع نخبة من النشطاء في القطاع، وقد جاءت التسمية أساسًا "حركة المقاومة الإسلامية" ولكن الاسم الشائع لها حركة حماس، وقد اتسع دور الحركة ليشمل مختلف مناطق غزة والضفة الغربية في مجابهة الاحتلال؛ ولذلك فإنه الزعيم الروحي والركيزة الأساسية لهذه الحركة.
غسان كنفاني
هناك العديد من الطرق والمنابر لتعبّر عن دعمك وتأييدك للقضية الفلسطينية؛ فإن لم تكن قادرًا على القتال والمجابهة، فإن القلم كفيل في التعبير عن الأمواج المتراطمة في أعماقك حول هذه القضية المتأججة؛ وحقًا القلم كان سلاح غسان كنفاني الأول؛ فقد كان اللسان الناطق عنه في الدعوة للتحرير.
وقد ساهمت مكانته المرموقة في عالم الصحافة والعمل في مجلة الحرية وجريدة المحرر بأن تكون نقطة انطلاق، إلا أن الكتابات الغسانية كانت قد خرجت من رحم المعاناة الفلسطينية وعبرت بجزيل الألم عن آلامهم، كما أولى المرأة الفلسطينية الاهتمام الكبير في سطوره وتحديدًا رواية "أم سعد".
رغم عدم توجه كنفاني للضغط على أي زناد أو رفع البندقية على كتفه؛ إلا أن قلمه كان مصدر رعب وخوف للكيان الغاشم حتى توجهت البنادق الصهيونية لاستهدافه بأي ثمن؛ حتى آلت به الأقدار للارتقاء شهيدًا في بيروت بعد اغتياله على يد الموساد من خلال إشباع مركبته بالمفخخات.
عبد العزيز الرنتيسي
الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أنموذج يحتذى به في الانتماء وارتباط اسمه بالدرجةِ الأولى بقطاع غزة؛ علمًا بأنه رأى النور لأول مرة في بلدةٍ كائنة بين يافا والمجدل، إلا أن نكبة 48 قد أجبرت عائلته مع بقية العائلات للجوء إلى القطاع والإقامة في مخيم خان يونس المخصص للاجئين الفلسطينييّن؛ إلا أنه نشأ وترعرع هناك حتى تعمق عشق غزة في ثنايا روحه، وبالطبع فإنه من أكثر المؤثرين في القضية الفلسطينية على مر التاريخ.
هذا وكان الرنتيسي واحدًا من الطلبة الذين قدمت لهم الأونروا منحة دراسية لإكمال الدراسة الجامعية في تخصص الطب من جامعة اسكندرية، وقد أنهى المتطلبات عام 1971م، وفي غضونِ هذه الفترة كان لجماعة الإخوان المسلمين تأثيرًا على فكره بعمق، وقد قرر الانضمام إلى الرفاق في الجماعة بمجرد أن عاود أدراجه إلى غزة وتقلّد مناصب عليها في خان يونس؛ حيث عمل عضوًا في الهيئة الإدارية للمجمع الإسلامي الذي أسسه الشيخ أحمد ياسين - رحمه الله- والعديد من المناصب، بالإضافة إلى أنه طبيب في مستشفى ناصر؛ إلا أن الكيان الغاشم قد أصدر قرار فصله عام 1983م من عمله، وكانت المرة الأولى التي يواجه بها الاعتقال في أعقاب دوره في إطلاق حملة وطنية لمجابهة الضرائب التي يفرضها الإحتلال، وحرر من الأسر ومارس أعماله في الجامعة الإسلامية.
يعتبر الرنتيسي من كبار الشخصيات التي انضمت للرجالات المجتمعة على طاولةِ الحوار والتآخي في منزل الشيخ أحمد ياسين عام 1987م لاتخاذ قرار إطلاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تلك القوة الجبارة والفتاكة في انطلاقة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية.
وقد وقع اختيار الحركة عليه ليكون ناطقًا رسميًا باسمها في ديسمبر 1993م رغم إبعاده إلى جنوب لبنان إجباريًا من قبل الاحتلال الصهيوني، لكن القرار قد ألغي بعد اتفاقية تسوية بين فلسطين وأميركا وإسرائيل في أبريل 1993م، لكن كانت عودته ليواجه اعتقالًا إداريًا جراء معارته اتفاقية أوسلو وعدم توقفه عن مجابهة الاحتلال الغاشم، ولذلك لم تتوانى المحكمة العسكرية الإسرائيلية عن اعتقاله منذ 1995وحتى عام 1997م، ولم يكن الرنتيسي يأبه لأي مصير سوى الانتصار للقضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال مهما كلف الأمر، وسجن بعدها مرارًا وتكرارًا لكن ذلك لم يردعه عن حب الوطن والأرض إطلاقًا.
اغتيال الرنتيسي
في عام 2003 حاول الاحتلال اغيتال الرنتيسي وقد باءت بالفشل، حتى عاودت الكرة مجددًا في مطلع شهر أيلول من العام ذاته وبعدها العديد من المحاولات، إلا أنه قد ارتقى شهيدًا في 17 نيسان 2004 بعد استهداف سيارته بواسطة مروحية صهيونية، وذلك بعد مرور أقل من شهر على استشهاد مؤسس حركة المقاومة الفلسطينية حماس الشيخ أحمد ياسين.
محمود درويش
مضى محمود درويش على نهجِ غسان كنفاني؛ فقد ضغط على زناد قلمه للتعبير عن مدى رفضه للاحتلال الغاصب وانتهاكاته المقيتة، والصمت العالمي جراء هذا الاعتداء، فقد اقترن ذكره دومًا عند التغني بالوطن والحنين للحرية في فلسطين؛ فإنه شاعر المقاومة الفلسطينية الذي عُرف بعمق المشاعر الجياشها وتأجهها نحو فلسطين وأن تعيش حرة عربية أبية،
لم يستطع الاحتلال لبلاده أن يبعده عنها كثيرًا؛ رغم لجوئه إلى لبنان في عمر السابعة سنة 1948م، إلا أن الحنين قد جاء به إلى فلسطين متسللًا ليعيش بها وتحديدًا في قرية دير الأسد في الجليل فقد أنهى دراسته الابتدائية هناك؛ إلا أنه عاش فترة صعبة جدًا خوفًا من نفيه مجددًا خارج وطنه ما دفعه للعيش دون جنسية أو هوية، أي صعوبة هذه أن يفقد الإنسان نفسه في وطنه! هل يعقل أن تعيش غريبًا في كنف وطنك وأحضانه!
مرت سنوات طوال على محمود درويش حتى بلغ مرحلة الثانوية التي مر خلالها برحلة الانضمام للحزب الشيوعي هناك، وفي هذه الفترة قد ارتفعت وتيرة اهتمامه بكتابة الشعر ونشره في الجرائد وتحديدًا كل من صحف الاتحاد والجديد، إلا أن الاحتلال لم يتركه وشأنه إطلاقًا؛ فقد واجه الاعتقال مرارًا وتكرارًأ في غضون عام 1961م نتيجة ما ينشره من أقوال لها علاقة بالسياسة،
شاءت الأقدار أن تجبر الشاعر محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية على النزوج إلى مصر سنة 1972م، ثم ارتحل إلى منفاه برضاه "لبنان" ليمارس دوره في النشر والكتابة في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبعد رفضه القطعي لاتفاقية أوسلو اتخذ قرارًا مصيريًا بتقديم الاستقالة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمضي قدمًا نحو تولي رئاسة رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطييين، رغم عدم حمله أي سلاح وإطلاقه لأي رصاصة إلا أنه تمكن بكتاباته ونشاطاته السياسية زعزعة الاحتلال الغاشم بطريقته الخاصة، وقد سلط الضوء في كتابة أشعاره بالدرجةِ الأولى على عشق فلسطين والهيام بها.
ناجي العلي الأب الروحي لـ حنظلة
حتمًا قد مرت بك صورة حنظلة ذلك الفلسطيني الذي وقف مكتوف الأيدي خلف ظهره يناظر القدس ليكون العين الصادقة في الشهادة على ما حدث فعلًا من انتهاكات واعتداءات على الفلسطينييّن طوال فترة الاحتلال الصهيوني، حنظلة ذلك الرمز القوي الصعب كسره رغم ما نهشت الأوجاع وانهالت ضربًا على مشاعره المتأججة حبًا لوطنه النابعة من أعماق ناجي العلي أساسًا.
ناجي العلي اسم يرتبط بحنظلة دومًا، فقد غرست في أعماقنا العلاقة بينهما دومًا، كنا أطفالًا على مقاعد الدراسة نرسم حنظلة على دفاترنا ونتقن رسمه بطريقة إبداعية غريبة؛ حتمًا حب فلسطين النابع من أعماقنا كان السر الدفين خلف ذلك،
ناجي العلي فنان فلسطيني مشهور جدًا بدأت رحلة المعاناة من الاحتلال منذ نعومة أظفاره؛ فقد ارتحل قسريًا إلى جنوب لبنان برفقة عائلته منذ أن كان في المرحلة الابتدائية ليقيم في مخيم عين الحلوة في صيدا، لكن رغم ضيق المكان والمعيشة إلا أن ملكة الرسم كانت واسعة المجال حدودها السماء، فقد أبدع بالرسم والتعبير عن مشاعره وحبه لفلسطين بطريقته الخاصة وبالرسم؛ فقد كان المخيم قد ترك أثرًا عميقًا أليمًا في قلب ناجي العلي؛ ما اضطره للتفرغ لوقتٍ ما خلال يومه لرسم تفاصيل حياته وحياة الفلسطينين والتعبير عنها في وقت فراغه خلال عمله في السعودية.
لم يسلم ناجي العلي من القيود إطلاقًا؛ فقد اعتقل مرارًا على يد الجيش اللبناني نتيجة إيمانه وانتمائه لحركة القوميين العرب ودوره ونشاطه في توزيع منشوارت للدعوة لها، ما جعله يُحرم من الاستمرار بالدراسة في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة.
عام 1962م كان عام اللقاء والتوافق الروحي بين غسان كنفاني وناجي العلي؛ بعد أن نشر الأخير أول لوحة له في ثنايا مجلة الحرية، وقد ازداد كنفاني إعجابًا وتقديرًا بإنجازاته الفنية بعد مشاهدة لوحاته المعروضة في معرض رسومات استضافه مخيم عين الحلوة.
حنظلة ناجي العلي
الكثير من التساؤلات تطرح حول قصة حنظلة الحقيقية، في الواقع إن ناجي العلي قد اختار الطفل ذو العشرة أعوام حنظلة ليكون أيقونة فلسطينية تعبر للعالم بأسره حال الطفل الفلسطيني الذي يعيش أصعب الأحوال والتي لا يمكن تحملها.
يعد حنظلة رمزًا للهوية الفلسطينية في الوقت الراهن، كما أنه يجسد شخصية ناجي العلي نفسه بمغادرته لبلاده بعمرٍ صغير لا يتجاوز 10 سنوات، فقد قرر ناجي العلي أن يبقى حنظلة مديرًا بظهره مع عقد اليدين للدلالةِ على رفضه رفضًا قطعية على الحلول الخارجية لإخراجه من بلده؛ إما الحرية أو الحرية ولا حلول خلاف ذلك.
جاء حنظلة ليكون دليلًا على المعاناة مرتديًا ملابس مرقعة وحافي القدمين مصرًا على أن يبقي ظهره للعالم بأسره ويقف يناظر الأحداث في بلاده ليكون خير شاهد على ذلك.
ختامًا، فإن الكثير من الشخصيات المؤثرة في القضية الفلسطينية التي تمكنت من ترك بصمة عميقة في قلوب العالم بأسره؛ سواء بالجهاد بالنفس أو بالقلم أو بالريشة، جميع من ارتأوا للقمم في التعبير دون خوف من المصير عن حب الوطن والإشارة لأحواله بكل صراحة والرفض القطعي لأي ممارسات غاشمة بحقه كان مصيرهم الارتقاء شهداء والاغتيال دون رحمة.
المراجع
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.
تصفح صفحة الكاتب