شارعنا في رمضان
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولالمقدمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيراً وبعد طول انتظار أتي إلينا صديق مقرب إلينا عزيز علينا تتنزل فيه الرحمات، ويغفر فيه للأمة جمعيا إن شاء الله.
أتيت اليوم لأحكي لكم عن أشياء تحدث في شارعنا في رمضان، ف هيا بنا.
الموضوع
عندما يهل هلال شهر رمضان علي أو علي أي شخص، لا أعلم لماذا نشعر بشعور غريب، شعور يجعلنا نستعجل لقدوم شهر رمضان. ولكن أعتقد أن تلك العجلة؛ بسبب أن كل شخص منا يريد أن يتطهر من ذنوبه، ولكن كل منا له سببه الخاص.
هناك مثلا أناس يحبون شهر رمضان لأنه شهر عظيم أنزل فيه القرءان لذلك يستعظمونه،
اقرأ ايضا
وهناك أشخاص يحبونه لأنه شهر يتجمع فيه المتخاصمون علي مائدة واحدة ويتعاونون في عمل الخير وتقديم الصدقات للفقراء و المساكين، ولكلٍ منا سبب.
"رمضان يجمع" هذه كلمة أعتقد أني من قلتها؛ حيث عندما كنت صغيراً ويأتي رمضان كل عام؛ ليهل علينا ببركاته، كان بالنسبة لي ولأي طفل هو شيء عظيم وصعب جدا علي أي شخص، كيف أصوم لمدة ثلاثون يوماً متواصلين دون أن أُفطر يوما واحداً ! كان هذا شيءٌُ صعب، ولكن نحمد الله أنه ألهمنا الصبر ونحن صغار ورزقنا الفهم في أن للصوم هذا ثواب عظيم جداً جداً جداً.
في كل رمضان كان يجتمع كل الناس في الشوارع و الطرقات سواء أكان علي مائدة أو أي شيءٍ أخر، ولكن بما أننا في الريف قد لا يكون مائدة أو قد يكون لكني لا أعرف حقيقةً.
كنت دائماً ألعب في الشارع مع الأصدقاء حتي الفجر، منا من كان يذهب للصلاة ومنا من كان يتركنا ويذهب للسحور وكنا نلعب لفتراتٍ طويلة، علي الرغم من ذلك لم نكن نمل أبداً من اللعب، وعندما يأتي "المسحراتي" كنا نذهب دائماً ورائه لأننا نريد أن "نطبل" مثله، وبالمناسبة هو الأن يقوم بعمله و أرغب حقا في أن أفعل ما كنت أفعله قبل ذلك.
بمجرد أن يأتي صباح أول يوم من رمضان أكون نشيطا جدا وأتعهد علي نفسي أن أعمل بجد لكي أكسب في هذا الشهر رضا الله ورحمته.
ودعنا نرجع إلي قبل رمضان بأسبوع واحد، سنجد أن الناس يتجمعون جميعاً ليزينوا الشوارع و المنازل و المحلات بالإضاءات الجميلة المبهجة التي تسر العين وتفرح القلب،
ليس لمنظرها الجميل ولكن لتكاتف الناس لعمل شيءٍ ما، هذا وحده يَسُر الناظرين.
هيا نعود لشهر رمضان في صباح أي يوم لدينا نحن في الريف نستيقظ علي أصوات العصافير التي تزقزق و الديك وهو ينادي نبدأ يومنا بنشاط عن باقي الأشهر الباقية علي الرغم من صيامنا ولكن نشعر بالسعادة الغامرة و الحب و التفاؤل.
يتجمع أهل الشارع كلهم منهم من يعمل في حقله ومنهم من يلعب في الشوارع مثل الأطفال هؤلاء الذين يفرقعون المتفرقعات ويؤذون الناس بصوتها وتسمع الرجال وهم يعلون بسوطهم غاضبين وتري هؤلاء الشباب وهم يقومون بلف قطعة من سلك المواعين، التي تؤذي الناس أيضاً، قد يكون لا يؤذي من شرارتها أحد، ولكن خوفهم منها فقط يمثل أذاً.
- رمضـــان كم هامت بك الأقــلام ** واستبشر الضعفاء والأيتـام
- حيث القلوب مع الصيام يسودها ** نبل العطاء يحفّها الإلهـام
- وترى المحبة تزدهي وبفضـــله ** تتقارب الأبعاد والأرحــــام
- وإلى الإلــــه تضرّعاً ومخـــافةً ** تعلو الأكفّ وتلهج الأفهـام
وما أحلي أن يستمع الإنسان لقرءان الفجر، يستعد ليومٍ رمضاني جديد ثم يذهب للصلاة
ما أحلاها! ما أحلاها أن يستمع الإنسان إلي الخطبة القصيرة بعد صلاة التراويح
الخاتمة
وفي النهاية أرجو أن يحظى كل شخص في رمضان بما يريده.