دخول رفح - هل هو بوابة جديدة لحرب اقليمية ؟

نشرت:
وقت القراءة: دقائق
دخول رفح - هل هو بوابة جديدة لحرب اقليمية ؟

الحرب على غزة في الفترة الاخيرة شكلت مأساة انسانية تثير القلق والاستنكار على مستوى العالم ، فهل دخول الاحتلال الاسرائيلي لمعبر رفح سيؤدي الى حرب عالمية ثالثة ام سينتهي الصراع قريبا ؟ هل دخول اسرائيل البري لرفح سيدعو مصر للمشاركة في هذه الحرب ام ستبذل جهود اكبر في وقف العدوان على غزة ؟ هل الصراع بدأ في ٧ اكتوبر ام كان ردا على استمرار الاستبداد والتنكيل بالفلسطينين ؟ هل خدعت إيران حماس ؟هناك العديد من التساؤلات السياسية بهذا الموضوع التي سنتطرق اليها في هذا المقال

في الواقع الحرب لم تبدأ في ال ٧ من اكتوبر كما يذكر الإعلام ، الحرب في فلسطين لم تتوقف منذ ١٩٤٨م ، سواء كان ذلك باستخدام الأسلحة المتطورة والممنوعة دوليا او حتى بالتعذيب للشعب وادخاله السجون قسرا و اتهامه بقضايا مختلقة أحيانا ، ولكن لماذا ساءت الأوضاع في الفترة الاخيرة ولماذا اصبحت الحرب معلنة رسميا في ال ٧ من اكتوبر ؟

في الواقع هناك روايتان :

الاولى تقول: ان حماس قامت اطلاق الصواريخ في ال ٧ من اكتوبر نتيجة احداث الاقصى الاخيرة من تعذيب وتنكيل بالمصلين والاعتداء على النساء في باحات قبلة المسلمين الاولى ، ومن واجب كل مسلم في انحاء العالم الدفاع عن حق اخوته المعذبين والمغتصبين في بيت الله ومسرى النبي ، وما حدث هوا رد حماس على هذه الجرائم الشنيعة واطلقوا على هذه الحرب التي بدأتها اسرائيل بانتهاك حرمة الله ب ( طوفان الأقصى )

والرواية الأخرى : تقول ان أحداث ال ٧ من اكتوبر كان أمرًا مدبرا بالفعل من اسرائيل لتكسب الرأي العام بحق دفاعها عن نفسها ، وتطبق مخططها الصهيوني في غزة من تهجير و عمل القناة المائية التي تخطط لها ، كما ان في الفترة الاخيرة تم اكتشاف ان شاطئ غزة غني بالغاز وهو مورد طبيعي لابد ان تسيطر عليه اسرائيل كما سيطرت على بقية خيرات فلسطين ، ويقال ان ايران خدعت حماس بهذا الشأن او ان هناك خيانة من بعض قادة حماس للمنظمة والتي جعلتنا نرى النتائج الُمدمية بحق إخواننا الفلسطينيين.

ان الجرائم التي قام بها الاحتلال الاسرائيلي بحق الغزيين امر واضح وانتهاك للقانون الدولي يجب المحاسبة عليه ، والجميع يرى المجازر المرتكبة بحقهم ، حيث وصلت الاحصائيات الاخيرة 35000 شهيدا من الاطفال والنساء وكبار السن وما زالت الاعداد في ازدياد ذلك غير المفقودين تحت الانقاض والذين لم يتم التعرف على جثثهم او مصيرهم حتى هذه اللحظة.


اقرأ ايضا

    والوضع يزداد سوءا مع مرور الوقت ، فالأحداث الاخيرة من دخول بري لرفح والسيطرة على معبر رفح البري ووضع علم اسرائيل عليه ما هو الا رسالة واضحة بأنه لا يوجد هناك رادع يردعهم وهذا يضع مصر في وضع امني مقلق:

    اولا / أثر على مصر إقتصاديا ، فتجار الدم عبر شركة هلا الذين يتقاضون على الفرد الواحد ٥٠٠٠$ لاخراجه من غزة عبر المعبر ، بحيث يقدر قيمة ارباح الشركة 2 مليون دولار يوميا ، فدخول رفح واغلاق المعبر اوقف تسجيل المسافرين عبر الشركة وهذا امر لا يقبله تجار الدم وهم اسرائيل من نوع آخر

    ثانيا/ القلق على الحدود بحيث ان خطأ واحد فقط قد يورط اي الدولتين بحرب ، فتصبح حربا اقليميا ، او تنفيذ اسرائيل لمخطط التهجير بحق الفلسطينين نحو سيناء امر لا تقبله مصر

    ثالثا / تهديد السيطرة المستدامة لإسرائيل على المعبر من الجانب الفلسطيني سيؤثر على مصر من كافة الجوانب ويجعلها بخطر دائم ومهددة بالهجوم باي وقت و السيطرة على البحر الاحمر والاقتصاد فيه وخطوة لتحقيق مخطط دولة اسرائيل العظمى من النهر الى النهر اي من نهر النيل الى نهر الفرات.

    كيف سيكون رد الجانب المصري وهل سيكون هناك احتمال لحرب اقليمية في الواقع هذا احتمال غير مرجح والتنبؤ بذلك غير دقيق ولكن مصر لا تريد الدخول بأي صراع فهي كانت من الجانب المستفيد من هذه الحرب وهنا لا أقصد المصريين كشعب بل كرؤوس أموال وتجار الدم

    وشاهدنا تضامن الشعب المصري مع القضية الفلسطينية رغم ان الشعب المصري يشهد احتلالا من نوع اخر ، من حيث المعيشة وغلاء الاسعار وهذا ما يريده الغرب بالفعل ، وهو الهاء المسلمين عن دينهم وقضيتهم بامور دنيوية وانحدار اخلاقي وابعاد عن العقيدة .

    في الحقيقة شهدت القضية الفلسطينية تضامنا عالميا اوسع حيث انطلقت المظاهرات التي تدعو بوقف العدوان على غزة من جميع الدول وحراك طلابي شبابي من جامعات امريكية وغيرها لم نحلم ان يحدث يوما، ولقي هذا الحراك صدا وهجوما من الحكومات ، فاتضح للعالم ان الحرية وهما وان حقوق الانسان اكذوبة و حق التعبير عن الرأي مخالفا لشريعة اولئك الحكام ، فلابد من مستقبل مختلف بايدينا نحن الاكثرية رغم محاربتنا بسيطرة قوة الاقلية.

    اقرأ ايضاّ