خيبةً أخرى

كاتبة ومدققة مقالات وخواطر
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

ربما هذه أول رسائلي إليكِ بدم القلب الخائب، بعدما كنتِ يا أنتِ -هذه المرة مجردة من كل تميّز- بلسمه ودواه، كانت عيناكِ وسط ظلامي نجومٌ لامعة، وبعد خيبتي وانكساري بكل أسف أنا أحبُّ الظلام الذي أنا فيه طالما لن أرى عيناكِ تغزوها بعد الآن، سرقت ضحكتكِ من شعوري أبهاه؛ فكنتُ حين أراها أسافر معها إلى حيثُ الفراشات تعيش، والعصافير تغرد بحب، والشمس تضحك للحياة، ولكن الآن قد قتلت العصفور، ولم يعد للفراشات ورود تغريها فهاجرت، والشمس غابت وأعطت للعبوس مكانًا أن يحل، كنتِ كل الشغف والأمل الذي يدفعني لإكمال اليوم بعيدًا عن اكتئابي الذي لطالما هربتُ منه لأراكِ، أما الآن عذرًا لكل الشغف والأمل الكاذب، الإكتئاب صديقي، والعزلة خليلتي، بكل يأسٍ أقولها : ما زلتُ أحتفظ بصوركِ المبهرة وكلماتكِ المشرقة ولكن كلها تكسوها الحزن، الحزن على ما ضيعتُ عليه أيامي في الوهم والسراب، وعلى ما رحل وبقي أثره ملتصقًا بي يأبى ألا يقتلني كل ليلة ويسلب مني النوم.

قد كنتُ أريد أن أدّخر من رونقكِ الزاهي لأيامي القادمة، وأن تكوني أنتِ محورها وزينة وجودها، لتكملي معي ما تبقى، ولكن يا أنتِ ها أنا وحدي مجددًا!

يا قابَ قوسين

هل تُرا في القوس بعدُ اسمي يُذكرُ؟ أتراكِ حين تنادي الأرواحُ تسمعي؟ أتُراها عيناكِ ما زالت بذكرايَ تلمعُ؟ يا ويحَ قلبي كم شكى! وكم دعى، وكم كم لقى، يا ضين عمري كم وجدت في الدنيا من عنى.أيحنُّ من به برود، أم قد نسى؟ أم يغفى عن قلبه ما قد عايشناه وما جرى، أم يذكر الشقراء حينًا وإذ بالدمع سرى؟ أم قد نسى؟يا حشاشة الروح هل تحنُّ، تئنُّ، وتنعى لله المشتكى؟ أتُراكِ من بعد الجفا تضربُ! أم سكونٌ حالكٌ في الروح قد بدا؟ ألعن الدنيا أم على نفسي لعنة العمر، وفيَّ ما فيَّ من أرقٍ ومن نزفِ؟ أتُراكِ تشعري حرارة الدمعِ في المقل، ويرفُّ طرفكِ على حالي شفقة ورأفة؟ أم لا دنيا لمن أُنادي ويا زماني نادي نادي وما مجيب؟

خيبةً أخرى

وعد موسى

كاتبة ومدققة مقالات وخواطر

إلى الآن أرسل خطابات إلى الفراغ على أمل أن يعثر علي أحد ما ويتعرف علي من قصائدي، فأضع كومة منها بين يديه قائلة: هناك فتاة ما زالت تكتبك، لا تعرف كيف لا تفعل!

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ