حكايا الزمن يلي فات

هبة  الطاهر
كاتبة حرة
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

أنا من جيل التسعينات، جيل قناة شباب المستقبل وسنعود بعد قليل، من أيام كنا نأكل الممحاة على شكل برتقالة، في عصر كنا نتسابق حتى نصل إلى آخر الممر في بناية السلام، زمن السكوتر وألعاب السيغا، ألعاب الكمبيوتر مثل الشدة وسباق السيارات ولعبة قتل الدجاج عبر اﻷشعة النارية الليزرية الحمراء، لازلت أحب هذه اللعبة وأبحث عنها حتى اﻵن.

نحن الجيل الذهبي الذي تشرب حروف طارق العربي طرقان، وأغاني رشا رزق، وكلمات عاصم سكر،حين كان الأم بي ثري موجودا وكنا نضع به اﻷغاني مع سماعات اﻷذن ونستمع إليها في سن المراهقة، أوقات لعب الغميضة في الشارع واﻹختباء وراء الشجيرات، الركوب على الدولاب ونتمرجح في الهواء، لحظات شراء اﻷيس كريم الملونة من دون علم أمي وشيبس دربي، كنا نلعب نحن وأبناء خالنا وأبناء عمنا في تعاون ونشكل أحزابا ضد بعضنا، أيضا ساعات لعب بيت بيوت مع إخوتي التي لاتنتهي حتى يجهز الغداء، أذكر حين نمت في اللعبة وضحك الجميع علي، لا أنسى كذلك عندما أعجبت أختي الكبيرة بالفنان المصري تامر حسني وأغانيه وأفلامه وأفلام أحمد حلمي ومحمد الهنيدي والحاج متولي..

هل بإمكان الذاكرة أن تخون ماضيها السعيد؟؟؟؟ نعم هناك حزن في الماضي إلا أنه هناك سعادة أيضا.....يشع ضوءا ينير عتمة الظلال السوداء التي بهالتي اﻵن...

إن التفكير باللحظات المضحكة يشعرك بالتحسن ....يذكرك باﻹبتسام بوجه الحياة.....إنه وريد يومي حين أتلقى رفضا يبعدني عن كل شعور متدني حول قيمتي الذاتية ويشعرني باﻷمتنان للذكريات المفرحة....يسعدني أني أعبر عن مشاعري الرقيقة عما أكتبه....وقد مدح رسول الله عليه الصلاة والسلام أصحاب القلوب الرقيقة.....بخلاف بعض الناس التي أعرفها.... التي لايهمها سوى المظاهر والقشور....يفرحني أكثر أني شجاعة وقادرة على اتخاذ قراراتي لوحدي دون أن أسال أحدا....

هذا يمدني بالفخر بنفسي المليئة بالعزة والكبرياء واﻹكتفاء الذاتي حتى دون مديح أحد.....لم يهمني رأي أحد سوى المتابعين فقط وأكتفي به ولا ألقي بالا لأي تعليق سلبي عن خواطري....إنها ملك لي ولقرائي.....وكفا بي رفيقا لقلمي....

قناة سبيستون كان المرساة في الحياة، لغتنا العربية سليمة، من أغاني علقت ولم تنسى حتى الآن، لازلت أرددها وأنا أغني، طفولتنا رائعة مقارنة بالأجيال الصاعدة فهي بسيطة قد تتسم بالصعوبة قليلا وفيها العديد من التعرجات إلا أننا تجاوزناها، ورميناها فوق ظهورنا، مبتسمين شاعرين بنسيم الأمل يمدنا برياحه، قد نشقى ونتعثر في الطريق لكن لا محالة، كلها خيرة من اختيار الله لك، وما توفيقي إلا بالله.

حكايا الزمن يلي فات
هبة  الطاهر

هبة الطاهر

كاتبة حرة

أحب الصباح وكل ما يتعلق به أكتب عنه وعن تفاصيله الصغيرة وأكتب عما أشعر خلال يومي بشكل قصير ومفيد

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ