تلخيصي لكتاب لن أعيش في جلباب أبي

إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوع
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

تلخيص رواية لن أعيش في جلباب أبي - إحسان عبد القدوستلخيص رواية لن أعيش في جلباب أبي - إحسان عبد القدوس

إحسان عبد القدوس روائي سرق القلوب والعقول بما قدمه من كنز ذهبي من الروايات، إلا أنني شعرت برهبة الجمال وأيقنت معناها عندما قرأت كتاب لا تتركوني هنا وحدي، أي إبداعٍ وأي عقولٍ عميقة تمكنت من سطر هذه الكلمات، أستذكر جيدًا الفضول الذي دفعني إلى قراءة الرواية هو أولًا الشغف الدائم في القراءة، وأيضًا العمل الفني الذي جسد شخصيات وتفاصيل الرواية؛ رغبةً مني في المقارنة حول مدى التشابه أو التحريف.

في رحابِ "لن أعيش في جلباب أبي"

تلخيصي لكتاب لن أعيش في جلباب أبي

تمكن الروائي المصري الكبير إحسان عبد القدوس من سلب قلوب الجماهير القارئة فيما خطته يداه من سطورٍ في رواية "لن أعيش في جلباب أبي"، من الأعمال الأدبية التي استحقت وقفة احترام لتجسيدها واقعًا نعيشه، ليس فقط كما قيل في الحياة المصرية؛ بل أود التعميم في حياتنا العربية.

"لن أعيش في جلباب أبي" من الروايات التي عكست حياة الأبناء في الرغبة العارمة بالاستقلالية والتخلي عن تبعية الأب الإلزامية؛ البعض قد يفسر الكلام بالتجاوز! لكن المغزى الدفين خلف القصة بأن كل شخص في العائلة له ذاته يرغب بالظهور به كما يرى نفسه ويناسبه، وقد جاءت هذه الرواية في محاولةٍ لتضميد الجروح العائلية والإعلام بأن الغالبية العظمى تعيش حالة من الانقياد.

الحبكة في الرواية

في رواية لن أعيش في جلباب أبي" عائلة مصرية عميدها أب ثري ولكنه جاهل له من الأبناء 4 إناث و2 من الذكور ثمار قصة حب بين التاجر المبتدئ وبائعة الكشري -مع كامل الاحترام لكافة فئات المجتمع- لكن الشخصيات في الرواية كذلك، حاول الأب استنساخ شخصيته في ابنائه؛ إلا أن عبد الستار قرر الانفصال بعالمه الذي أراد تشييده حسبما يراه مناسبًا، وقد باءت محاولة الأب الفشل بذلك؛ فقد سافر ابنه عبد الستار إلى انجلترا ذهابًا دون إياب هربًا من الواقع المرير ورغبةً في تحقيق الذات.

أما الابن الثاني فقد رافق الفشل حياته في علميًا وعمليًا متأثرًا بالعقد النفسية التي تولدت لديه نتيجة الخضوع والإعدام شنقًا لأي رغبة تخالف رغبات الوالد، والتي لم يتمكن السفر بعيدًا من علاجها بل ضاعفت مستوى الفشل، وقد أثارت المجتمعات الغربية دهشة عبد الوهاب حول الاستقلالية والحرية التي يتمتع بها الذكر والأنثى.

أما الأم فقد صقلت شخصيات البنات خلال حياتهن حتى أصبحن نسخة مصغرة عنها تمامًا دون محاولةٍ لأي إبداء رأي أو حتى التعبير عن رغبة في تحقيق طموح أو هدف؛ ما جعل الأمور تبلغ سدة الحرمان من التعليم والجهل المطلق، إلا أن ذلك لم يُنفّذ على آخر العنقود التي أعلنت إصرارها على التعليم الجامعي؛ وحقًا انضمت لطالبات الجامعة الأمريكية، وكانت صاحبة الرأي والمشورة على أخيها عبد الوهاب بالزواج من طبيبة أسنان أمريكية، وذلك بعد أن سمعت منه شديد إعجابه بشخصية المرأة الأجنبية وقدرتها الخارقة في تحقيق ذاته.

روزالين الطبيبة الأمريكية كانت داهية بحد ذاتها عندما قبلت الزواج بالإنسان البسيط عبد الوهاب؛ فقد كانت مخططاتها الاستيلاء على ثروة والده ليس أكثر، وقد دفعها ذلك للسفر إلى بلادها لاستقطاب معلومات تساعدها في إقامة مشروع بالشراكة مع والده، إلا أنها لم تنجح في ذلك أيضًا؛ ما دفع عبد الوهاب للدخول في دوامة زواج فاشل بعد طلبها للطلاق، وازدادت الحالة النفسية تدهورًا.

إلا أن هذه العائلة قد تمكنت من منح النجاح بكافة مناحي الحياة لأصغر الإناث التي أكملت دراستها في الجامعة الأمريكية، وارتبطت بعلاقة زوجية مع المهندس حسين دون أي مهر أو مقدم لإثبات حسن نواياه، فقد اتعظت من حالات طلاق شقيقاتها اللواتي وقعن في براثن الفشل في زواجهن نتيجة طمع أزواجهن بميراث والدهن، وحقًا الوحيدة التي تمكنت في الرواية من النجاح والعيش بسعادة.

لن أعيش في جلباب أبي بين الرواية والمسلسل

تلخيصي لكتاب لن أعيش في جلباب أبي

في الواقع من أمسك بدفتي كتاب "لن أعيش في جلباب أبي" للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس سيلاحظ الفرق الشاسع بين تفاصيل الرواية وأحداث العمل الفني للمخرج المصري أحمد توفيق، رغم أن القصة هي بالأصل للكبير إحسان عبد القدوس، لكن هناك الكثير من الاختلافات والتغييرات التي طرأت خلال كتابة السيناريو والحوار على يد مصطفى محرم.

وقفة شخصية على سطور إحسان عبد القدوس

عند إطالة النظر في سطور عبد القدوس؛ نلاحظ أننا جميعًا نواجه تفاصيلًا شبيهة جدًا في حياة عائلة الحاج عبد الغفور، ونكاد القول بأن في كل منزل ابن من أبناء عبد الغفور لكن على طريقته الخاصة، وقد تكون في معظم المنازل عبد الغفور ذاته أيضًا، أود الإشارة لعظيم الاحترام والتبجيل للآباء والأمهات، لكن هناك تفاصيلًا تعود بالأثر السلبي على حياة الأبناء، حيث يرغب الآباء بإعادة ذاتهم في أبنائهم مع تجاهل الأخطاء التي أمضوا حياتهم بها.

للأبناء الحق الكامل في الاستقلالية في بناء شخصياتهم وتحقيق ذاتهم في هذا العالم، فإن الأزمان تختلف حتمًا؛ إذ تتجلى الضرورة في مواكبة الإنسان لزمانه طالما لم يخرج عن المألوف والطريق الصحيح.

جسد عبد القدوس في شخصية عبد الستار وعبد الوهاب ملايين الشباب، وقد رأيت في نفيسة وسنية وبهيرة الكثير من الفتيات في مجتمعاتنا؛ والأمر ليس مقتصرًا على المجتمع المصري أبدًا، الرغبة تنمو وتكبر معنا عامًا تلو الآخر في الوصول إلى ما نرى أنفسنا به، وكذلك فعلت نظيرة الإبنة الصغرى حيث بلغت مرادها في التعليم الجامعي والزواج الناجح الخالي من الأطماع الذي جمعها تحت سقفٍ واحد مع المهندس حسين.

حول إحسان عبد القدوس

الروائي المصري إحسان عبد القدوس اسم خرج من نطاق الكتب ليجتاح شاشات التلفاز؛ بعد أن اتجهت أنظار كوكبة من كبار المخرجين لتجسيد رواياته في أحداث نشاهدها مع العائلة.

إحسان عبد القدوس أيقونة مصرية ولد في ربوع الصالحية التابعة لمحافظة الشرقية عام 1919م، نشأ وترعرع في كنف أبٍ مهندس هاوٍ للفن والرياضة، فقد اقترن اسم والده محمد عبد القدوس بالنادي الأهلي لاعتباره عضوًا فيه.أنهى الكاتب تعليمه الابتدائي على مقاعد مدرسة خليل آغا في القاهرة سنة 1931، وانضم لطلبة فؤاد الأول في القاهرة للمضي قدمًا بالمرحلة الإعدادية والثانوية، وأخيرًا أنهى متطلبات مرحلة البكالوريوس من جامعة القاهرة في كلية الحقوق عام 1942م.

ختامًا، فإن تلخيص رواية لن أعيش في جلباب أبي قد استرق سطورًا بسيطة؛ لكن لا أدعوك للغوص في بحار عبد القدوس وقراءة الرواية كاملة حتى تعيش تفاصيل القصة مع أبطالها، وتشعر في عمق المعاناة حقًا التي تطول الكثير من المنازل.

إيمان الحياري

إيمان الحياري

كاتبة محتوى تقني ومنوع

كاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ