تسخير العقل الباطن للقراءة

Zahraa Mallah
طالبة جامعية، كاتبة إبداعية، محللة ومفكرة اجتماعية
وقت القراءة: دقائق

مُقدِمة:

القِراءة هي أعظم مُمَارسة عقلية للتحرُّر من العبودية الفكرية والقيود الذهنية وفتح ردار الدماغ على موجات وترددات الإبداع والإلهام اللامحدود لخلق واقع أفضل لأنفسنا ولمجتمعنا، إلى جانب أهميتها بتوسيع قدراتنا الإستيعابية وفهمنا للأمور وتوسيع نطاق إدراكنا.

غالِباً ما يتُم إستخدام العقل الواعي _أو الظاهر_ وعملياته الذهنية أثناء القراءة (تفكير، تحليل، تصنيف، إستنباط وإستقراء...) ولكن هل تعرف ما هي العمليات العقلية الوظيفية بالعقل الباطن التي يُمكن تسخيرها للإستفادة من القراءة بطريقة تكاملية ظاهرياً وباطنياً؟ هذا ما سنتحدث عنه بهذا المقال لعُشاق القراءة.

من موقع ويكيبيديامن موقع ويكيبيديا

العقل الباطن:

هو القُسُم الأكبر من العقل يحتوي على خصائص، وظائف، ملكات، قوى، وعمليات خاصة تختلف عن العقل الظاهر، ولديه ذاكرة لامحدودة ومخزون معلومات لامحدود، وهو دائم النشاط دون وعي وإدراك منا، ولكن يُمكن أن نحوّل جزء من النشاط العقل اللاواعي لنشاط واعي يخدُم ما نُريدَهُ، وتدريجياً نستطيع توسيع دائرة الوعي بالنشاط اللاواعي بعقلنا. كيف؟ عبر تركيز طاقة وإنتباه العقل الواعي على العقل اللاواعي وبالتالي يعمل العقل الواعي واللاواعي كعقل واحد وتوازن وانسجام مما يزيد من نشاط وطاقة الفكر لدينا.

العقل الباطن العام:


اقرأ ايضا

    يوجُد عقل باطن كُلي يشمُل كُل العقول الباطنة الأُخرى في شبكة علائقية عقلية واحدة كشبكة العنكبوت، وعليه نستطيع الإتصال بأي عقل باطني نُريدَهُ بمُجَرَد تركيز العقل الباطن عليه، وسنتعلم تكنيك لذلك لاحقاً.

    العقل الباطن مثل الرادار:

    الفكرة هي موجات طاقية تهتز على تردُد مُعين سواء منخفض أو مُرتفع، والعقل الباطن مثل الرادار يُرسل ويستقبل هذه الموجات الفكرية الطاقية سواء نحنُ واعيين بهذه العملية الداخلية أم غير واعيين بها. وعليه نستطيع أثناء القِراءة ضبط رادار العقل الباطن على قناة نحنُ نُريدُها وإستقبال وإرسال للعقل الباطن للكاتب الأفكار والأسئلة التي نُريدُها. كيف؟

    muhandes.net الموجات الطاقيةmuhandes.net الموجات الطاقية

    كيف نُسخر الرادار بالعقل الباطن أثناء القراءة للخدمتنا؟

    1. بناء علاقة طاقية عقلية مع الكاتب، لماذا؟ لأن العقل الباطن يعمل من خلال العلاقات، أي إذا لم تفكر بالشخص ولا تربُطُكَ به أي علاقة لا تُرسل له أي موجات فكرية ولا تستقبلها منه، أما عندما تتصل بالشخص طاقياً وفكرياً تنشأ بينكما حبال أثيرية على مستوى الجسد الطاقي الخفي مما يؤدي إلى تبادل المعلومات والأفكار، والجسد الطاقي لا يموت مهما كان عُمرَهُ، فكما يقول أينشتاين "الطاقة لا تفنى بل تتحول من شكل لأخر" وأفكار الكاتب لا تفنى بل هي خالدة وهي فقط تنتظر أن نضبط جهاز الرادار بعقولنا الباطنة على مفتاحها لنلتقط أمواجها الطاقية

    2. حدد بأي عقل باطن تُريد الإتصال، مثال أقوم بقراءة كتاب للدكتور مُصطفى حجازي، أقوم بالإتصال بالعقل الباطن لمُصطفى حجازي وأتخلى عن كل أحكامي وموروثاتي السابقة حول الموضوع المقروء، أُفكر بعقل الدكتور مصطفى حجازي. كمن يكتب رقم أمه على الهاتف سترُد عليه أمه عندما يتصل بها وليس زوجته مثلاً.

    3. توجيه تركيز وإنتباه طاقة الوعي على سؤال واحد واضح ومُحدَد بدقة كبيرة، ماذا أريد أن أستقبل؟ على أي موجة أريد توجيه رادار العقل الباطن؟ مثال: أريد فهم بعُمُق جزء من كتاب مصطفى حجازي، أسأل مصطفى حجازي " ما هي عناصر سيكولوجية الإنسان المقهور"

    4. أقوم بأخذ أنفاس عميقة من البطن والشعور بالجسد تساعد على الإتصال بالعقل الباطن

    5. أقوم بالدخول بحالة إسترخاء تامة لكل عضلة بجسدي وعصب، لماذا؟ لأن أثناء حالة الإسترخاء يكون الجهاز العصبي مفتوح والنواقل العصبية جاهزة لإستقبال المعلومات، أما بحالة القلق أو الضغط يكون الجهاز العصبي مُغلق غير جاهز للإستقبال أي فكرة.

    6. لا أنتظر الإستقبال للمعلومات بل أقوم بالقيام بعملي، ومن ثم أثناء العمل أجد الأجوبة بدأت تصل لعقلي الباطن فأدركها بعقلي الواعي وأبدأ بكتابتها على دفتري الخاص

    7. بهذه العملية نستطيع أن نتحاور مع أي كاتب على مستوى الباطن، والتواصل معه طاقياً،

    8. هذه العملية تدريجياً تتطور لدينا كلما أصبحنا أكثر إحترافاً بالقراءة وأكثر عُمقاً بفهم العقل الباطن وعملياته وملكاته ووظائفه، نجد أنفسنا سرَّعنا عملية إستقبال المعلومات والإلهامات والإبداعات من العقل الباطن للكاتب

    أخيراً:

    هذا الكلام حقيقي ومُجَرَب فقط عليك أن تمارسه تدريجياً وتتدرَب عليه، ويجب أن تُدرك عزيزي القارئ أن هَدَف القراءة ليسَ فقط تجميع معلومات بل زيادة الفهم والقُدرة الإستيعابية لديك وتعزيز عملية المُعالجة العقلية داخل دماغك وزيادة مستوى ذكائك، لهذا يجب أن تُدرك أهمية إستقبال الإلهامات والإبداع من عقلك الباطن والإتصال مع عقول باطنية من وعي مُتَقَدم لِما لهَ من أهمية على تنوير وعيك وزيادة نُضجك وحُريتك بالحياة. وأنتَ مسؤول عن تشغيل طاقة العقل والإستفادة منها لخدمة تطورك وخلق الواقع الذي تُريدَهُ بحياتك.

    وإذا كُنت مُبتدئ بالقراءة لا بأس جميعُنا كُنا مُبتدئين، قم بالقراءة لمقالات صغيرة وحللها وفسرها وتحاور مع العقل الباطن للكاتب أثناء القراءة، من ثُم إبدأ بقراءة دراسات وأبحاث علمية، وبعدها إنتقل للكُتُب. وصدقني لن تحصُل على منفعة عميقة بالقراءة سوى من الكُتُب لأنَهُ يضع عُصارة خبرة وفكر ومنطق الكاتب بكتاب مُتكامل ومُنظم ليخدُم القُراء، لهذا أحفزُك على البدء بقراءة الكُتُب لما لها من منفعة على حياتك.

    لِمَن يرغَب بالتعمُق بمعرفة العقل الباطن وفهمه هناك كتابين مُهمين:

    1) فن قراءة الأفكار للكاتب عزالعرب عبدالحميد ثابت

    2) قوة عقلك الباطن للدكتور جوزيف ميرفي

    Zahraa Mallah

    Zahraa Mallah

    طالبة جامعية، كاتبة إبداعية، محللة ومفكرة اجتماعية

    طالبة بالجامعة اللبنانية، حاصلة على إجازة بالعلوم الاجتماعية، ماستر ٢ تنمية اقتصادية واجتماعية شغوفة بتطوير المجتمع وتحريره من قيوده الفكرية التي ترجعه للوراء

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ