المشرحة

وقت القراءة: دقائق

" المشرحة | The Morgue "المشرحة .. المكان المرعب والمعزول الي يتواجد بنهاية ممر المستشفى المزدحم ، والي اعتدنا نسمع عنها الكثير وسط جهلنا للحاصل خلف ابوابها ، وبالرغم من انتشار القصص والحكايات المخيفة عن هالمكان ، الا اني هالمرة قررت احكي لكم قصتي بحكم إني موظف بالمستشفى وتحديدا بالمشرحة كمساعد دكتور جنائي وشغلي يعتمد بشكل كامل على تحليل وتشريح الجثة بكاملها بحيث نحن نحاول نعرف الطرق والاسباب الي أدت للوفاة ، ومع كمية الجثث الي توصلنا بشكل مستمر بأشكالها وانواعها من سنوات كثيرة صار الأمر اعتيادي ولا يأثر فيني ابدا ، وخلال هالسنوات ما بتءكر اني تعاملت أو صادفني موقف نفس المواقف الكثيرة الي يتم ذكرها ببعض القصص الي تسمعها عن المشرحة ، ماكان الوضع مخيف بالنسبة لي وصرت اتعامل مع أي جثة تجيني مثل معاملتي مع البشر او المرضى الحقيقيين و الي اصادفهم بشكل اعتيادي بالمستشفى ، وبأحد الأيام الهادية صادف وقت دوامي الفترة المسائية، وبعد ما وصلت للمشرحة اكتشفت ان الدكتور المناوب والي من المفترض يتواجد معي ويساعدني ماكان موجود ليلتها لظرف عائلي خاص ، وطلب مني أغطي المكان لحتى فترة الصباح ، تقبلت الأمر لانو الجثث ما كنا نبدأ بتشريحها بالعادة إلا بأوقات الصباح المبكرة ، وتوقعت إن الليلة رح يتخللها الملل والهدوء التام بطابق كامل مافيه أي مخلوق غيري كنت قاعد على المكتب ورافع رجلي عليه...

الميت الحي

فزيت بسرعة واعتدلت اول ما اندق باب الغرفة ، وقفت على حيلي وفتحت الباب ، كان احد الدكاترة عم يدفع سرير حديدي وعليه جثة كانت مغطية بشرشف ابيض ، وبدون مقدمات قال: هي احد الجثث الي ما وصلت الكم اليوم الصبح بسبب خطأ تشخيص من الممرض الي كان مكلف يوصلها الكم... المتوفي تلقى اكثر من طلقة على الصدر واعلى الكتف مما سببت له الوفاة مباشرة ، بس نحن نحتاج تشریح مفصل کامل وبشكل عاجل اذا كان فيه اي شيء ثاني من الممكن يكون تسبب له الموت المفاجئ بعد ما كانت حالته مستقرة اليوم ، اتمنى بعد ما تنتهي من الفحص تكتبلي تقرير مفصل وتودع المتوفي بداخل الثلاجة لحتى ما يستلموه اهله بكرا الصبح ، وقبل يمشي عطاني التقرير الي مكتوب فيه جميع المعلومات عن الميت ، وقفته و قلت باستغراب : ءءااا طيب يادكتور شو اسمك وبأي قسم مشان اكتبه بالملف بعد ما انتهي ، وبهدوء وبدون ما يلتفت كمل طريقه وذكر بنبرة هادية : انا الدكتور الوحيد المناوب الليلة ، اول ما تنتهي من التقرير راح اجي واخذ الملف منك بنفسي ....
و لأول مرة التزمت الصمت وما اخذت منه معلومات كافية عنه بالرغم إني لأول مرة ألمح هالدكتور هون واستغربت اكثر بحكم ان الجثث كانت توصل النا عن طريق الممرضين فقط ، ماحبيت اترك الموضوع هيك و قلت رح الحقو احسن شي لكن بلحظة قررت اوقف وابدا تشريحها بنفسي وبعد ما انتهي اتوجه افوق واسلمه الملف بنفسي، رفعت الشرشف شوي شوي وكشفت عن وجهه ، مثلها مثل أي جثة ، شاب بالعشرينيات من عمره ، بملامح باردة نشف منها الدم ، وكانت واضحة عليه آثار تعذيب متفرقة على اجزاء جسمه ، كلها دقايق لبست القفازات وبلشت اخوض بمحاولة استكشاف اسباب الموت الكاملة ، وبعد ما خلصت غطيته وكتبت بالتقرير كل الاشياء الي لاحظتها من الطلقات النارية لحتى الضرب المبرح وحتى أثار طعنات على مستوى الفخذ الايمن

حي ام ميت ام ليس موجوداً لا احد يعلم

نظفت المكان واخذت التقرير واتجهت لفوق بعد ما حطيت المتوفي بالثلاجة ، وبحكم ان المستشفى مكون من طابقين فقط ف ما واجهت صعوبة بمعرفة اسماء كل طاقم الدكاترة المناوبين بهي الليلة وحتى الي انتهى دوامهم وكل ما اوصف لأحد شكل ذاك الدكتور كان يتطلع فيني باستنكار و بعدها يقول انو ما شاف الدكتور الي اتكلم عنه من قبل ! ، رجعت ادراجي للمشرحة بعد ماحسيت إني عملت شيء المفروض ما اعمله من قبل نظرا للمسؤولية الي راح اتحملها والمساءلات القانونية الي راح تواجهني اذا مالقيت الدكتور مرة ثانية ، وفجأة وعلى اعتاب باب المشرحة وقفت بمكاني بعد ما تذكرت شيء ماكنت منتبه له من قبل ، شيء أجبرني اتمسك بالجدار الي بجنبي واستند عليه قبل ما اوقع من الصدمة ، كيف هيك؟؟! ، كل الاسئلة المنافية والخارجة عن المنطق صارت تتدفق قدامي ، لا ! يمكن يشبهو او حتى قريبه !؟ ، اول سؤال صار يدور بمخي، ملامح هديك الجثة كانت مشابهه بشكل كبير لنفس الدكتور الي سلمني الحالة، اي متأكد .. نفسها ! والشيء الي زاد حيرتي وجمد الدم بعروقي لما تذكرت الشامة المميزة بشكلها والي موجودة على رقبة الجثة وهي نفسها الي لمحتها على رقبة هداك الدكتور لما كان يحكي معي ! ، بلعت ريقي ورجعت بسرعة للمشرحة بعد ماحسيت ان تشريحي للجثة من الأساس بهالوقت من الليل كان غلط واني عرضت نفسي لمسؤولية كبيرة ما كان المفروض اتعامل معها ، دفعت باب المشرحة وكنت متجه للجثة بدي اتاكد منها للمرة الثانية وبعدها ادخلها ثلاجة الموتى لحتى اشوف حل للورطة الى ورطت نفسي فيها لكن ! .....

اختفت الجثة ام لم تكن موجودة؟

تجمدت بمكاني لحظة ماشفت الطاولة قدامي فاضية وماعليها ولا أي جثة والادوات الي خلفتها كلها بمكانها الاساسي وكأن محد لمسها من قبل ! ، مو معقول !!! ، مشيت لحتى الثلاجة وبديت افتش بين الجثث الباردة الكثيرة لعل وعسى اكون اودعته بالغلط هنيك ومن الصداع الي اجتاحني فجأة نسيت ، لكن للاسف مالقيت ولا أي شيء ، تعوذت من الشيطان ورحت اتاكد من الملف الي تركته على الطاولة بس ما شفت ولا أثر له ولا للدكتور أو حتى للجثة ......


اقرأ ايضا

    مرقت سنة على هالليلة المرعبة ، ٣٦٥ يوم كاملين ومازلت اتذكرها بكامل تفاصيلها ، بحثت اكثر عن هداك الدكتور و ما شفت له أي أثر ، ومن يومها وأنا اتجنب الدوام الليلي واستمريت بفترة دوامي في الصباح ومستحيل اشرح جثة ثانية بدون ما يكون معي الدكتور أو أي شخصمساعد معي بالغرفة ...

    المشرحة

    اقرأ ايضاّ