
كل الناس تدور على طريق سريع يوصّلها للقمة، كل واحد يحلم بالنجاح والرفعة، لكن الطريق تختلف بين الناس.
بعضهم يشتغل ويكد ويجتهد، والبعض الآخر، يا طويل العمر، يتسلّق على أكتاف غيره، ياخذ مكان غيره بدون ما يستحق.
هالناس يظنون إنهم وصلوا، لكن ما يدركون إن هالطريق هش، واللي يبنيه على ظهر غيره سرعان ما ينهار.
---
أولًا: وش يعني "التسلق على أكتاف الآخرين"؟
التسلق على أكتاف الناس يعني إنك توصل لمكانك الاجتماعي أو المهني عن طريق استغلال غيرك، يا ياخذ مجهودهم، يا ينسب نجاحاتهم لنفسه، يا يبعدهم عن الطريق.
هالشي ممكن يكون مادّي أو معنوي، وأشكاله كثيرة، مثل:
سرقة أفكار في الشغل.
التقرّب للنّاس اللي لهم نفوذ بطرق غير صريحة.
لوم غيرك إذا صار خطأ، ونسب النجاح كله لنفسك.
التلاعب بمشاعر الناس علشان تستفيد من دعمهم بدون استحقاق.
---
ثانيًا: ليش الواحد يتسلق على ظهر غيره؟والله يا الغالي، ما يولد الإنسان متسلق، لكن في عوامل تأثر فيه:
1. قلة الثقة بالنفس: إذا حس الواحد إنه ما يقدر ينجز وحده، يدور له طرق مختصرة.
2. بيئة تنافسية مليانة محسوبيات: لما تشوف المحسوبية تسود، تظن إن التسلق هو الحل الوحيد.
3. غياب القيم والأخلاق: بعض الناس ما عندهم ضمير يمنعهم من الاستغلال.
4. القدوة السيئة: لما المتسلقين ينالون الجوائز والمكافآت، والناس الجدعان يتجاهلون، يصير التسلق عادة.
---
ثالثًا: أثر التسلق على الشخص نفسه يظن المتسلق إن الأمور بتمشي معاه، بس الحقيقة له عواقب:
1. توتر دائم: يخاف ينكشف أمره في أي لحظة.
2. انعدام الاحترام: حتى لو صار له منصب، الناس تعرف حقيقته، وصعب يكسب احترامهم.
3. اعتماده على غيره: ما يطور من نفسه، دايمًا ينتظر من يساعده.
4. السقوط المفاجئ: يوم تجي أزمة أو تحدي حقيقي، ما يقدر يثبت لأنه ما بقى شي من جهد ذاتي.
---
رابعًا: وش يصير لما ينتشر التسلق في المجتمع؟هذا الشي يضر المجتمع كلّه، مو بس الفرد:
1. قتل الإبداع: لما تسرق أفكار الناس، يروح الحماس والإبداع.
2. تعزيز ثقافة الاستغلال: الناس تصير تعتقد إن التسلق شيء عادي ومقبول.
3. عدم العدل: المستحقين يتظلمون، والمتسلقين يحصلون على المناصب.
4. ضعف المؤسسات: لأن القادة ما يكونون الأكفأ، بل الأقدر على التسلق.
---
خامسًا: أمثلة من الواقع يا طويل العمربنشوف أمثلة كثيرة في حياتنا:
في العمل، موظف ياخذ إنجازات الفريق لنفسه عشان يترقى.
في الفن، فنان يسرق أفكار غيره بدون ما يذكرهم.
في المجتمع، شخص يتقرب للنّاس النافذين علشان مصالحه.
---
سادسًا: كيف نقدر نحمي أنفسنا ومجتمعاتنا؟
1. غرس القيم الصحيحة: النزاهة والصدق لازم تكون من البداية، من الصغر.
2. خلق بيئة عادلة: تقييم الناس على شغلهم وكفاءتهم لا على علاقاتهم.
3. دعم الكفاءات الحقيقية: نساعد اللي عندهم القدرة والموهبة.
4. فضح السلوكيات السيئة: نكشف المتسلقين وما نسمح لهم يستمرون.
5. تكريم المجتهدين: نحتفي باللي تعبوا وشقوا طريقهم بالجد.
---
سابعًا: النجاح الحقيقي ما يحتاج تسلقيا طويل العمر، النجاح اللي مبني على الجد والاجتهاد يبقى، أما اللي مبني على ظهر غيره، فهو مثل بيت من ورق، ما يثبت. والشعور بالإنجاز الذاتي ما له مثيل، يعطي الإنسان ثقة بنفسه وفخر وكرامة.
من اعتاد يتسلق على أكتاف الناس، ما راح يعرف طعم النجاح الحقيقي، بس راح يذوق مرارة الانكشاف، لأن الناس في النهاية تعرف الصح من الغلط، والزيف ما يدوم. خلونا نبني نفسنا بأيدينا، بعقولنا وبقيمنا، لأن المجد الحقيقي ما ينهدى، بل ينتزع بالاستحقاق.
