الطيور تعلم إلى أين تهاجر..

ahmed tolba
كاتب مقالات أدبية و متنوعة | مترجم
نشرت:
وقت القراءة: دقائق
الطيور تعلم إلى أين تهاجر..

تعلم انه منذ صغره لابد أن يحسم أمره، أيًا يكن لابد أن يحسمه.. هنالك شعور عميق بعدم قدرته على سرد قصة جديدة، أو بالأحرى أن يخوض معارك لم تمت له بصلة.

كان لقاءه بالنادل آنذاك عندما طلب فنجان من القهوة و بضع حبات من التمر مرتبك، حيث قام بإطالة النظر له و هو يقف أمامه متسائلًا ماذا يريد.. كالعادة لم يستطع أن يتكلم عن ما يريده حقًا.

لا توجد قوى خارقة لديه، و لا يبدو عليه القلق من عدم إمتلاكة إحداها، يريد أن يدفن رأسه في الطاولة كالعادة.

بعد فترة من الوقت، جاءته تلك البنت التي تدري عنه، و عن تفكيره في الظلام، و عن عدم تريثه، و عن تفكيره الزائد.. انها الفتاة المنشودة.

حيته و نعتته بالمتخاذل دومًا و أن عليها أن تمسك بزمام الأمور، كانت تفكر كثيرًا في مساعدته، لاطالما احبت أن يعتمد على نفسه.. قالت له أن الامور خرجت عن السيطرة و تريد أن تنفصل عنه، و أن خطبتها لم تكن مرضية، و أنها تعبت منه و لا بستأهل أن تجلس معه أكثر من هذا.

مرت أشهر بعد انفصالهما، ظل يخرج من اكتئابه ايامًا و ظل يبحث عنها في الأرجاء.. في الاسبوع التالي من الشهر الأخير استيقظ بجدارة و اقدم على الرحيل، لقد خرج لتوه من منزله متوجهًا إلى العمل.


اقرأ ايضا

    احس بتحسن غير مبرر عندما شارف على اعتلاء الدرج، قابله الجميع بالترحاب، و قرر أن يعمل بدون أن يفكر.

    احيانًا عليك أن تنظر إلى نصف الكوب الفارغ ليذكرك بالنصف الممتلئ.

    لم يمكث بضع ثوانٍ إلا و راح يفكر ثانيةً..

    كيف يمكن لحكاية أن تنتهي؟ الحكايات الحقيقية لا تنتهي، الأبطال لازالوا على قيد الحياة، لكن من الواضح أنهم تشعبوا في طرق مختلفة مبعثرة..

    الرواية لم تبدأ من عندنا، و لم تنتهي إلينا.. فقط الناظر من بعيد يهيأ له أن الرواية كاملة، لكنه لا يعلم أن الرواية بدأت في منتصفها.

    جاءته تلك الفتاة ثانيةً، و عادت، قالت له أنها كانت في رحلة طويلة مع نفسها، ثم حيته من جديد و قالت له لن تصدق ما حدث لي في الرحلة.. اتريد أن تنصت؟

    ahmed tolba

    ahmed tolba

    كاتب مقالات أدبية و متنوعة | مترجم

    مهندس مدني، مراقب جيد للتفاصيل.

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ