الطريق إلى حياة زوجية ناجحة وسعيدة

نشرت:
وقت القراءة: دقائق
الطريق إلى حياة زوجية ناجحة وسعيدة

يقضي الإنسان في المتوسط أكثر من ثلثي عمره في علاقة زوجية، فالزواج مرحلة ضرورية في حياة الإنسان الطبيعي، ومن غير المنطقي أن يقضي الإنسان هذا العمر الطويل في علاقة زوجية فاشلة، بل عليه أن يبحث عن السّبل التي من شأنها أن تمضيَ بعلاقته الزوجية نحو النجاح والسعادة، وفي هذا المقال سنقدم لك بعض النصائح القابلة للتطبيق على أرض الواقع والتي يمكنك الاعتماد عليها من أجل إضفاء سمة النّجاح والسّعادة على حياتك الزوجية.

النصيحة الأولى: اعرف شريك حياتك معرفة عميقة

الطريق إلى حياة زوجية ناجحة وسعيدة

قد تبدو لك هذه النصيحة مستفزة جدا، لأنك بالفعل تعرف شريك حياتك، لكن العديد من الأزواج لا يعرفون شريكهم سوى معرفة سطحية، فتجدهم لا يملكون إلاّ تصوّرات سطحية عن ما يُسعده، وما يُحبّه، وما لا يُحبّه، وما يخافه، وما يثير توتّره. فلكي تنجح علاقتك بشريكك لا بد لك من الاقتراب منه أكثر فأكثر، لتفهم كيف يفكر؟ ولماذا يفكر بتلك الطريقة؟ وماذا يحب؟ ولماذا يحبّ ذلك الشيء بعينه؟ وما الذي يطمح إليه؟ ولماذا يطمح إلى ذلك الشيء بالضبظ؟ من هم أصدقاؤه المفضلون؟ ولماذا يفضلهم؟ ...وهلم جرا.

يجب إذن أن تعرف شريكك معرفة كاملة عميقة وحقيقية، لأن الإنسان الذي لا تعرفه بحقّ لا يمكنك أن تحبّه بصدق.

النصيحة الثانية: عبّر عن إعجابك بشريك حياتك

الطريق إلى حياة زوجية ناجحة وسعيدة

يلعب الحب والإعجاب دورا مهما في العلاقات الإنسانية المثمرة، التي تدوم طويلا، وعلى الرّغم من كون الزوجين السّعيدين قد يشعران بنوع من التشتت في بعض الأوقات بسبب عيوب في شخصية كلّ منهما، إلاّ أنّهما يحتفظان دوما بشعور داخلي يقول بأن شريك الحياة يستحق الاحترام والتقدير، فهما يعتزّان ببعضهما حتى في أحلك الظروف، وهو ما يعتبر أمرا حيويا في الحفاظ على صحة علاقتهما والقدرة على تجاوز العقبات التي تواجه هذه العلاقة.

وعليه ينبغي لك أن تعبر بصفة دائمة ومستمرة عن اعجابك بشريكك واعتزازك بكونه إلى جانبك، ولا تترك المجال لبعض العيوب التي تظهر منه أن تعمي عينيك عمّا فيه من صفات وسمات حسنة.

النصيحة الثالثة: اقترب من شريك حياتك

الطريق إلى حياة زوجية ناجحة وسعيدة

احرص على القيام بأنشطة مشتركة بمعية شريك حياتك، فعندما يقرأ الزوج والزوجة كتابا معا، أو يشاهدان الأخبار أو الأفلام معا، أو يمارسان الرياضة معا، فإنهما يميلان إلى البقاء سعيدين، فالمفهوم الحقيقي لمصطلح شريك الحياة يفيد بأننا يجب أن نشرك هذا الإنسان في جميع الأمور التي تخصنا والأنشطة الحياتية التي نقوم بها، والقيام بالأنشطة رفقة شريك الحياة يزيد مشاعر التقارب والتفاهم والحب بينكما. ويجب أن تصبح هذه الأنشطة عادة مستمرة لكما إلى أن يقضي الله أجل واحد منكما.

النصيحة الرّابعة: دعْ شريك حياتك يؤثر فيك

الطريق إلى حياة زوجية ناجحة وسعيدة

تفيد بعض الدراسات التي أجراها المهتمون بقضايا العلاقات الزوجية أن الرّجال الذين سمحوا لزوجاتهم بالتأثير فيهم كانت علاقاتهم أجمل، وحياتهم أسعد، وكانت احتمالية انتهاء علاقتهما ضعيفة جدا، وأفادت الدّراسات نفسها أن الرّجال الذين يقاومون تأثير زوجاتهم ويرفضون مشاركتهن في الاقتراح واتخاذ القرار غالبا ينتهي زواجهم بالطلاق.

ففي كثير من الأحيان نجد الزوج يرفض السماح لزوجته بالتدخل في شؤون تسيير الأسرة، بحجة أن التقاليد والعادات الاجتماعية تقتضي أن يمسك الزوج بزمام الأمور، وهذا خطأ. ولا نقصد بقولنا هذا أن الزوج عليه أن يسلم مفاتيح القيادة للزوجة ويتراجع للوراء، وإنما ما ندعوا له هو إشراك الزوجة في إدارة عجلة الحياة الزوجية؛ وذلك من خلال استشارتها في الأمور التي تخص البيت والأبناء، والسماح لها بتقديم اقتراحاتها، والأخذ بهذه الاقتراحات إذاما تبين أنها اقتراحات سليمة، عندئذ ستشعر الزوجة بالرضى لأن لها أثرا فيك وفي حياتكما، فكل إنسان يحب يكون له أثر في الآخرين وفي الحياة، ويسعد عندما يرى ذلك الأثر.

والأجمل مما سبق أن يسمح الشريك لشريكه بالتاثير فيه على المستوى الشخصي، من خلال الانصات لاقتراحاته المرتبطة بهذا الجانب، والعمل على تطوير الشخصية بناء على هذه الاقتراحات.

النصيحة الخامسة: تخلّص من النّقد والاستعلاء

الطريق إلى حياة زوجية ناجحة وسعيدة

الإنسان خطّاء بطبعه، وشريكك في الحياة إنسان، وبالتالي فهو غير معصوم من الخطأ، إلا أن الكثير منا يميل الانتقاد والاستعلاء ولعب دور الضحية أثناء التعامل مع أخطاء الشريك، وهذا يؤدي إلى احتدام الصّراع بين الزوجين، ولنتفادي ذلك حاول أن تكون لينا أثناء التعامل مع أخطاء شريكك في الحياة، أخبره أنك تعلم أنه أخطأ من غير قصد وأن لك يدا أنت أيضا في هذا الخطأ لأنك نسيت أن تنبهه أو تذكره قبل ذلك، ثم بعدها أوضح له كيف يمكن أن يؤثر ذلك الخطأ إذا تكرر على علاقتكما الزوجية، وأظهر له مدى حرصك على أن يمضي زواجكما في طريق السعادة والهدوء.

النصيحة السّادسة: تقبل الحلّ الوسط

الطريق إلى حياة زوجية ناجحة وسعيدة

الطريقة الوحيدة لحل المشاكل الزوجية بفعّالية هي تقبل الحل الوسط، فالأمور لا يمكن أن تنصلح إذا تمسك كلّ منكما بموقفه وأراد أن يفرضه بالقوة على الطرف الآخر، لذلك ينبغي لكما دوما البحث عن حل وسط يرضي الشريكين معا. وبعد الاطمئنان إلى الحل الوسط، وتهدئة الأمور بينكما، لا تنسيا معالجة الجروج التي تركها الجدال في نفسيكما، وبادر إلى الاعتراف بدورك فيما حدث وقدم اعتذارك لشريك حياتك.

النصيحة السابعة: لا تُعقّد الأمور

الطريق إلى حياة زوجية ناجحة وسعيدة

لقد خلق الله الناس مختلفين، فمن بين كل الناس الذين يعيشون على سطح الأرض لا يوجد اثنان متشابهان تمام التشابه، وهذا يعني أن الاختلافات السلوكية والثقافية ستبدأ بالظهور منذ اليوم الأول للزواج، لذلك يجب عليك التعامل بذكاء مع هذه الاختلافات ومحاولة التّكيّف معها، وإلا ستصل أنت وشريكك في الحياة إلى طريق مسدود، فإذا دخلت مع شريك حياتك في نفس الجدال مرات متكررة فاعلم أن ذلك قد يكون راجعا إلى اختلافات بينكما، فما عليكما سوى محاولة التكيف مع الأمر إذا لم تفلحا في إيجاد حل وسط.

النصيحة الثامنة: تبادلا الهدايا باستمرار

الطريق إلى حياة زوجية ناجحة وسعيدة

يساعد تبادل الهدايا في معالجة الكثير من المشكلات الزوجية، خاصة الهداية التي تقدم في مناسباتكما الخاصة مثل ذكرى الاعتراف الأول بالحب، وذكرى الخطوبة، وذكرى الزواج، وذكرى استقبال المولود الأول، فاستحضار الذكريات السّعيدة التي عشتماها معا في فترة من الفترات يساعد على التغلب على مشكلاتكما الحالية، ويذكركما دوما بأن لكما تاريخا مشتركا وغنيا لا يجب التفريط فيه.

ويستحسن أن يكون اختيار الهدايا مبنيا على الفهم العميق لشريك الحياة، فعندما نعرف ما يحتاج إليه شريك حياتنا بالضبط سنتوفّق حتما في اختيار الهديّة المناسبة، وسنقدمها له في الوقت الملائم.

وختاما نذكرك عزيزي القارئ أنه لا يمكن للنصائح المقدمة إليك في هذا المقال أن تجعل زواجك ناجحا وسعيدا إلا بتوفر شرطين أساسيين:

الشرط الأول: أن تكون لك إرادة وعزم قويين على إنجاح زواجك وإسعاد شريكك.

الشرط الثاني : أن يكون لشريكك في الحياة نفس الإرادة والعزم.

ولتحقيق هذا الشرط الأخير ندعوك إلى مشاركة هذا المقال مع شريك حياتك.

المراجع:

the seven principles for making marriage work,JOHN GOTTMAN and NAN SILVER

أيوب  التزي

أيوب التزي

كاتب

كاتب و مدرس، مهتم بالمواضيع ذات الصلة بالنفس البشرية والعلاقات الإنسانية.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ