الشفق الأحمر كنزي

هبة  الطاهر
كاتبة حرة
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

حكاية تقص عليك قصة فتاة اسمها غيداء....

غيداء محبة العصافير... وزقزقتها في الصباح...

عاشقة لمنظر شروق الشمس بعد أن تصلي فجرها وتقرأ قرءانها.

فتاة تجمع كل شيء له بريق، من حجر لامع، خرز أحمر، مسبحة ملونة فكت خرزاتها، تخزنها في مقلمتها الشفافة.

تضع صورتها وهي بعمر السنتين بداخل تلك المقلمة لتذكر نفسها بأنها جميلة في كل أعمارها.

وصل الأمر بها أن تجمع الدراهم من أبيها، ذات اللون الفضي الذي يبرق عندما تضعه على ضوء الشمس.

قررت غيداء أن تجمع ثروتها من الدراهم، وهي بمقدار ١٠٠درهم إماراتي، وأن تأخذ جزءا منه للمحتاجين سواء بربع درهم أو نصف.


اقرأ ايضا

    اتخذت قرارها بأنها لن تمسك هذا المال حتى تمتلئ الحصالة الحمراء، وهي فقط تصرف المال الورقي ولا تمس الدراهم بتاتا.

    اليوم الأول لرمضان ستتبرع فيه بدرهم وربع لأي محتاج على الطريق، لعل الله يفرج عنها كرب من كربات يوم القيامة.

    جاء اليوم الذي صلت فيه فجرها، وصامت يومها، وقرأت قرءانها.

    صباحها مشرق، مكلل بأزاهير الغد الناسم.

    رمضان يا شهر التوبة.. يا شهر المغفرة.. يا شهرا نشعر فيه وكأننا غير أنفسنا..

    نتبدل للأحسن.. نقرأ قرءاننا... نردد أذكارنا... نسبح خالقنا...

    نساعد أهلنا في طهو الطعام آخر اليوم... رمضان وجهتي لأنمو وأعيش مطمئنة بأن الله قد غفر ما تقدم من ذنبي وما تأخر.

    هو شهر تجتمع فيه العائلة على المائدة، والضحكات تعلو محياها بعد الإفطار.

    شهر نزل فيه القرءان هدى للناس ورحمة، فيه ليلة القدر المباركة التي ما من عبد دعا فيها إلا واستجيب له،فأدعو حتى الرمق الأخير منها وقلبي مليء بالأماني...

    فائض بالمشاعر لهذا الشهر الفضيل..

    أتمنى لنفسي وأحبتي الثبات على الأذكار وقراءة القرآن وحفظه حتى بعد رمضان. ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

    الذكريات العبقة تأتي تارة وتذهب تارة محملة معها الشوق لبسمة اختفت ولم تعد.

    أتساءل أحيانا، لم الإنسان حقا يتغير طبعه في رمضان، اليوم تغير طبع أختي لأول مرة، وأنا غير معتادة على هذا التغير منها.

    عسانا ننسى ما حصل، نبدأ صفحة جديدة مليئة بالمحبة والألفة.

    يارب آلف بين قلوبنا ولا تفرق شملنا، اجمعنا على الإيمان والتقوى ولا تجعل الدنيا آخر همنا وارزقنا كل عمل يقربنا من رؤية وجهك الكريم.

    "ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير"

    وأختم قولي بأن هذا الشهر غني بالرحمات،أشعر وكأن الله نزل إلى السماء وتحدث إلى، طمئن قلبي، لم شتات نفسي، فلا حول لي ولا قوة إلا به.

    الشفق الأحمر كنزي
    الشفق الأحمر كنزي
    هبة  الطاهر

    هبة الطاهر

    كاتبة حرة

    أحب الصباح وكل ما يتعلق به أكتب عنه وعن تفاصيله الصغيرة وأكتب عما أشعر خلال يومي بشكل قصير ومفيد

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ