يحب ان يرى الوالدان ابناءهم متفوقون في الدراسة و في حياتهم بشكل عام، لذلك يساهمان دائما في نصحهم و توجيههم و ارشادهم الى الافعال الحسنة و ابعادهم عن ما يسيئ اليهم.
لكن في اغلب الاحيان يمارسان عليهم ضغوطات رهيبة تجعلهم يخافون من ردة فعلهما خاصة عندما تقترب فترة الامتحانات.

كيفية ممارسة الضغط:
بحكم عملي كمعلمة في الطور الابتدائي، تعرفت على كيفية معاملة الاولياء لابناءهم و كيفية ممارسة الضغط عليهم حتى يصبح الطفل غير قادر على التركيز لا في الدروس و لا وقت الامتحانات، يقوم الولي بارسال ابنه الى المدرسة بدوام كامل تحت وثيرة لا متناهية من الدروس في العديد من المواد، من تربية اسلامية و اجتماعيات و رياضيات و علوم و ثلاثة لغات.. و عند انتهاء كل هذا يبعثونهم الى اساتذة الدروس الخصوصية ليستنفذوا ما بقي لهم من طاقة حتى نهاية اليوم، فيجدون انفسهم من كثرة الحشو لا يتذكرون اي شيء مما تعلموه طوال هذه الساعات..
اما وقت الامتحانات فالضغوطات تزداد و تصبح على شكل مقارنات و تهديدات.
اذا لم تتحصل على علامة كاملة سوف اعاقبك.
ابن جارتنا احتل المرتبة الاولى في الفصل الاول، يجب ان تتفوق عليه هذا الفصل.

ما يترتب عن هذه الضغوطات:
و احاديث غيرها قد تفقد الطفل ثقته في نفسه و تسبب له عقدا نفسية و تخلق مشاكل كبيرة مثل الغش في الامتحانات و محاولة الحصول على علامات جيدة مهما كانت الوسيلة..
كما أن الاستعانة بالدروس الخصوصية يسبب الارهاق كما ذكرت سابقا و يفقد التلميذ ثقته بأستاذه في المدرسة، و يظن بان عدم استيعابه للدروس ناتج عن عدم كفاءة المعلم، و اذا فقد التلميذ ثقته في المعلم سيفقذ ايضا حبه له و الرغبة في التعلم منه و الذهاب الى المدرسة من الأساس..
فحب التلميذ للمعلم و التطلع له هو ما يساعد التلميذ على بناء علاقة قوية معه و الانفتاح لاستقبال المعلومات و تخزينها في ذاكرته..
نصائح للأولياء:
اريد القاء بعض النصائح لولي امر المتمدرس التي ستكون عون له و لابنه في مساره الدراسي و حتى المهني في المستقبل:
- لا ترسل طفلك الى الدروس الخصوصية فمرحلة الابتدائي لا تتطلب ذلك.
- لا تضرب أو تعاقب ابنك بسبب النتائج فانك ستجعله يغش و يكذب عليك وقت الامتحانات.
- تقبل مستوى ذكاء طفلك فالله خلق العقول مختلفة و متفاوتة.
- حاول التعرف على موهبة يمتلكها ابنك و اعمل على تنميتها، كممارسة رياضة كرة القدم مثلا..
- خصص ساعة بعد العشاء لمراجعة الدروس مع طفلك منذ بداية السنة كي لا تتراكم الدروس عليه وقت الامتحانات، و ذلك سيعوده على الدراسة كل يوم بمفرده عندما يكبر.
- و اخيرا و ليس اخرا، لا تقل كلاما سيئا عن الأستاذ امام طفلك حتى و لو لم تعجبك طريقة عمله، فإذا كره طفلك معلمه سوف يكره الدراسة أيضا.

خاتمة:
وفي الاخير اود ان انبه الكثير من الاولياء بان أهم شيء يجب علينا تعليمه للطفل هو التربية و الاخلاق الحميدة التي كان يتسم بها رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم، فكم من انسان درس و تخرج و امتهن مهنة جيدة و لكنه لا يمتلك ذرة من التربية و الاخلاق، و قد نجده لا يصلي حتى، علموا ابناءكم الصدق و الاحترام و المعاملة الحسنة و النظافة و الصلاة، و بعد كل هذا تأتي الدراسة و طلب العلم، فمجتمعاتنا العربية بحاجة الى التربية و العلم لترتقي و تزدهر، و ليس العلم وحده...
ادعوكم الى تقييم المقال ليصلكم كل جديد..
