الرهاب الاجتماعي مشاعر غريبة تجاه المجتمع ورغبة بعدم التلاقي أبدًا

إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوع
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

الرهاب الاجتماعي Social phopiaالرهاب الاجتماعي Social phopia

في جلسةٍ تجمع رفاق الجامعة تعمدّت حنين أخذ المقعد الأبعد على الطاولة، رغم أنها قد وافقت للمجيء بعد ضغط شديد من الصديقات عليها، ويبدو أنها غُلبت على أمرها لتأتي بعد انقضاء السنوات بعد التخرج بشخصية غريبة! الجميع لاحظ عليها القلق والتوتر وعدم الرغبة بتبادل الكلام معنا؛ ما أثار الاستغراب بالتحول الغريب الذي طرأ عليها بعد التخرج؛ حتى علمنا بأنها أصيبت بالرهاب الاجتماعي تحت تأثير موقف معين قلب الأمور رأسًا على عقب.

مرض الرهاب الاجتماعي Social Phopia

الرهاب الاجتماعي مشاعر غريبة تجاه المجتمع ورغبة بعدم التلاقي أبدًا

مرض الرهاب الاجتماعي Social Phopia ويشار له باسم اضطراب القلق الاجتماعي (Social anxiety disorder)، مرض أو اضطراب نفسي يغزو البعض ليولد لديهم حالة ذعر وقلق وتوتر من مواجهة المجتمع، أو حتى على الأقل الانضمام إلى الجلسات الجماعية خوفًا من التعرض لأي تنمر أو انتقاد أو أي شيء آخر.

في الواقع إن هذا النوع من الأمراض يتآخى مع الاضطرابات العقلية التي تدخل المصاب بحالةٍ من الهلع والقلق والتوتر، إذ يبقى الإنسان تحت سيطرة الأفكار السلبية والمزعجة بأنه محط سخرية واستهزاء من الآخرين، إذ يمكن أن يصل الأمر أن يعتقد أي كلام بين اثنين لا يتخطاه أبدًا، ومع الأسف يعد أمرًا شائعًا جدًا؛ لكنه يتفاوت من حيث الحدة، وأعتقد أن الشخصية القلقة تنتمي لهذا النمط.

علامات مرض الرهاب الاجتماعي

علامات وأعراض الرهاب الاجتماعي علامات وأعراض الرهاب الاجتماعي

لا يمكن الحكم على أي شخص قد تجنب التواجد في الاجتماعات العائلية بأنه شخص مصاب بالرهاب الاجتماعي؛ لذلك لا بد من الاهتمام والتركيز على بعض النقاط الواجب أخذها بعين الاعتبار حتى يمكننا اعتباره كذلك، ويتمثل على النحو الآتي:

  • فرط تعرق الأطراف.
  • التلعثم والتوتر خلال الكلام.
  • ارتفاع معدل ضربات القلب.
  • الشعور بآلام جسدية مثل ألم المعدة، صداع، جفاف الحلق.
  • التنفس بسرعة فائقة نتيجة تفاقم ضربات القلب.
  • الارتعاش واحمرار الوجه والقلق.
  • الدخول بحالة من التعب لا تتلاشى إلا بمفارقة المكان.
  • الإصرار على عدم الذهاب لأي مكان يتواجد به الآخرين أو مغادرة المكان فور بدء التجمعات.

أسباب الرهاب الاجتماعي

الخجل والانزعاج لوحده لا يمكن أن يكون رهابًا أو اضطرابًا، بل أن هناك الكثير من العلامات وحتى التحليل النفسي الذي يحتاج إليه الأمر حتى يتمكن الأخصائي من إثبات الإصابة، لكن فيما يتعلق بالأسباب والدوافع الكامنة خلف هذا الأمر؛ فإنك بحاجة للاطلاع على بعض أسباب الرهاب الاجتماعي الشائعة والتي تتمثل بما يلي:

نتاج مرحلة المراهقة

الكثير من الاضطرابات التي تطغى على المراهقين في هذه المرحلة، حيث تبدأ التغيرات الجسدية والنفسية بالظهور، قد تلاحظ بأن أخيك المراهق قد أصبح يفضل الجلوس وحيدًا بعيدًا عن الضوضاء بعد أن كان طفلًا مزعجًا للغاية، إلا أن الأمر يتلاشى ويتخذ شخصية متوازنة لاحقًا، لكن من المؤسف أن بعض يواصل طريقه في الانطواء حتى تصبح أمرًا أساسيًا ليتفاقم ويتحول إلى رهاب اجتماعي.

بهذه الحالة يصبح اللقاء بالآخرين أمر مقلق جدًا، تحديدًا المراهقين الذين تلقوا وابل من التعليقات على ما طرأ عليهم من تغيرات؛ إذ تصبح لديهم الضرورة الملحة في عدم سماع هذه التعليقات، إضافةً إلى التفكير الزائد عن الحد بأي كلام يطرح على المسامع.

العوامل الوراثية

نعم؛ من الممكن أن يكون الرهاب الاجتماعي أمر وراثي ينتقل إليك من السلف أو الوالدين على الأقل؛ فقد تلاحظ أن بعض الأباء والأمهات يكرهون التواجد في الأماكن المزدحمة؛ وينتقل تلقائيًا من خلال التعايش إلى الأبناء حتى تستفحل الحالة لديهم؛ بالتالي التفاقم إلى حد الرهاب.

عوامل بيئية وظروف حياتية

من الجدير بالذكر أن الإصابة بمرض الرهاب الاجتماعي قد يكون ناتجًا عن التعرض لموقف معين ترك أثر سلبي عميق في نفس المصاب؛ ما أدى به إلى اعتزال من حوله عزلة تامة، والانطواء على نفسه، قد يكون الأمر تحرش جنسي مثلًا، أو تنمر بصورة مقرفة، وأحيانًا العنف الأسري وغيرها الكثير من الأحداث السيئة التي تجعل الإنسان إما قلقًا اجتماعيًا أو يصبح أكثر سوءًا ليصبح شخصية سامة أو نرجسية مع الأسف.

الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي

رغم اعتبار أن الرهاب والقلق الاجتماعي وجهان لعملةٍ واحدة؛ وتحديدًا عند الوقوف على الأعراض والسمات التي تلاحق المصاب، إلا أن هناك بعض العلامات الفارقة التي كان لا يمكن التغاضي عنها:

  • الرهاب الاجتماعي يجتاح نفسية المصاب خلال الموقف نفسه، أما القلق الاجتماعي فإنه يبدأ مفعوله المقيت قبل بدء الاجتماع أصلًا؛ وتبدأ موجة التوتر والخوف بمجرد توارد الفكرة بوجود آخرين معك.
  • المصاب بالقلق الاجتماعي يعد منعدم التواصل مع الآخرين، أما الرهاب فإنه يحاول التواصل قدر الإمكان لكن لا يمكنه إخفاء علامات القلق والتوتر أبدًا.
  • الرهاب الاجتماعي يزداد حدة عند الالتقاء بأشخاص غرباء أكثر من المعارف والأقارب إجمالًا.

التعايش مع الرهاب الاجتماعي

من وجهة نظر شخصية أن التعايش مع الرهاب الاجتماعي قد يكون صعب، لذلك الحل الأنجع هو العلاج طبيًا ونفسيًا، لكن لعلم النفس وجهة نظر أخرى قد تتمثل بالتعايش مع الرهاب الاجتماعي على النحو:

  • منح الذات وقت كافٍ لاستيعاب السر الكامن خلف ذلك القلق والخوف من مقابلة الآخرين.
  • إقناع النفس بأن الأمر لا يستحق، وإقناعها أيضًا بأمثلة من المحيط بأشخاص لديهم القدرة على التحدث والنقاش دون قلق.
  • اللجوء إلى الكثير من الطرق المتاحة للاسترخاء.
  • الانضمام إلى دورات التنمية الذاتية حتى تتمكن من تطوير الذات وتقوية الشخصية.
  • محاولة النظر للمواقف السلبية بطريقة أخرى، واستغلالها لمصلحتك في تقوية نقاط الضعف حتى تتمكن من مواجهة المواقف في مرات لاحقة.
  • الاندماج في دورات وكتب إدارة القلق والتوتر وكيفية تخطي المواقف الصعبة حتى تتمكن من صقل شخصيتك.

أثر ومضاعفات الرهاب الاجتماعي على الفرد

يتجه أصحاب النفوس الضعيفة أو المصابة باضطرابات معينة إلى ممارسات سيئة لتخليص الذات من المشكلة، كما هو الحال في أن بعض مرضى الرهاب الاجتماعي يلجأون إلى أمور تزيد الطين بلة مع الأسف؛ ما يترك أثرًا سلبيًا على الفرد والمجتمع، وتتمثل بما يلي:

سوء استعمال الأدوية

قد تتجلى العديد من الأفكار السيئة لدى المصاب بالتهام كمية كبيرة من العقاقير والأدوية الموصوفة أو غير الموصوفة، في اعتقاده أن الاسترخاء أو الدخول بحالةٍ من النوم العميق قد يحل المشكلة، إلا أنه يعود بآثار صحية تتفاقم تدريجيًا.

إدمان الكحول والمخدرات

في بعض الحالات يكون هناك اندفاع نحو الإدمان بأشكاله هربًا من الواقع، إذ يرتسم بالخيال أمورًا بأن هذا الطريق الوحيد القادر على إنقاذه من الرهاب، لكن مع الأسف أن ذلك يدمر حياته الصحية والاجتماعية والأخلاقية والدينية وغيرها.

أفكار انتحارية

إضافةً إلى ما تقدم؛ فإن المصاب بالرهاب الاجتماعي تتوارد إليه أفكارًا انتحارية للتخلص من الحياة والابتعاد عن العالم المحيط تمامًا، وقد يكون البعض قد لقي حتفه فعلًا، والآخر خاض التجربة، والبعض مجرد تفكير فقط، إلا أن هناك الكثير من الطرق البديلة التي من شأنها تحسين النفسية.

من الجدير بالذكر أن اللجوء إلى قراءة القرآن الكريم، وممارسة التمارين الرياضية والاسترخاء، وقراءة الكتب، والانضمام إلى دورات التنمية البشرية والذاتية أفضل من العواقب الوخيمة، فإن هذه الحلول قد تكون طريقك للنجاة، والتحول إلى شخص اجتماعي جدًا.

المراجع

What is social anxiety disorder (social phobia)?

When Nothing Helps Your Chronic Migraines

Social Anxiety

Social phobia

What Is the Difference Between Social Anxiety and Social Phobia?

إيمان الحياري

إيمان الحياري

كاتبة محتوى تقني ومنوع

كاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ