الحب هو النوايا الطيبة
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولطبعًا: الانجذاب العاطفي الكيميائي... الحب الذي يجعل القلب يدق و يفرز الدوبامين ، وتحس أنك لن تستطيع إكمال حياتك بدون الطرف الأخر الذي تحس تجاهه بتلك الأحاسيس .. هذا الحب دون شك فرصة ذهبية لتكوين أسرة سعيدة بشرط توفر الخلق و الدين و التكافؤ و الطباع التي ستمنحك حياة هانئة مريحة و طيبة ... ولكن إحذر إذا شعرت بكل هذه المشاعر و لكن لم تجد في من تحب الدين و الخلق الكريم و الاحترام ، وصممت علي الزواج منها فلن تجد الراحة معها : الاحترام و التعامل بخلق هو ما يصنع حياة مثمرة ... ترعاها النوايا الطيبة من الطرفين ، كلاهما عقد النية علي إسعاد الأخر و التعامل معه بضمير ورقي.
"ولا تنكحوا المشركات حتي يؤمن ، ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتي يؤمنوا ، و لعبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم " ؛ أنفذ بعمق عبر الشكليات إلي جوهر الأشياء البشر ، حب الجسد .. الصور .. و الصور ليس مقصودًا بها ملامح الوجه و الجسد فقط بل الصور هي كل ما هو طبيعي في تركيبة الإنسان، صوته، ملامح ذكوريته، تركيبته الذهنية و النفسية المعطاة من الله ؛" وهو الذي يصوركم في الارحام ".
كان أبو لهب ... جميل الصورة و الملامح ... قوي ... ناجح .. تلك صورته .. لكن في أعماقه هو قلب فاسد استحق النار عن جدارة ، فمن يحب لا بد أن ينتبه أن الحب الحقيقي هو حب هذا الشيء الأعمق في الضمير و القلب .... الرقي .. الإيمان ... في النهاية النوايا الطيبة .
عندما وصف الله سيدنا محمد ، لم يقل أن ملامحه مشرقة و جميلة ، وأن حضوره الطبيعي آسر ، ولكنه قال "وأنك لعلي خلق عظيم" ، لأن سيدنا محمد هو الذي صنع ذلك الخلق بجهده ، لذلك ينبغي أن تنظر - بعد قبول الشكل - إلي أخلاق البشر و ليس أجسامهم " أفمن يخلق كمن لا يخلق " يقصد جل وعلا أن هناك بشرًا يخلقون.. يبتكرون ... أدوات و منتجات ولكن الإنتاج الأعظم هو الخلق النبيل .. يقول (ص) " أقربكم مني يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً.
الحي الكيميائي أو السطحي أو الجنسي .. قائم علي الميل و الإنجذاب الشديد و الإعجاب بالصفات الطبيعية ... بالطبع ليس هو الحب الحقيقى . فنجد علاقات تبدا بحب طاغى ومشاعر استثنائية وتنتهى بالفشل والضياع
هل هذا يمكن أن يسمي حباً ؟! أو اثنين تزوجا عن حب كيميائي .. يتشاجران و يتبادلان الاتهامات و السباب ثم يعودان بقوة الكيمياء بعد أن أهان كل منهما الآخر، و قال كلاهما في الآخر ما قال مالك في الخمر .. كلاهما مريض بالآخر . لا يفرقان بين الحب كأنبل و أسمي قيمة في الوجود و بين البعد الحيواني في العلاقة بين رجل و امرأة...، إنه الحب الجنسي فحسب ، إن الله يحب فينا كل ما يقربنا من صفات كماله و جلاله ، و بالتالي علينا أن نعلم أن الحب الذي يحيا و يصير سنداً علي مدي عشرات السنين هو الحب في الله و بالله ، الحب الحقيقي - بعد القبول طبعاً - أن تحب أخلاقها وليس أردافها ؛ تحب دينها ليس شفتيها . تحب مساحة النور في قلبها ، وهذا ما يعيش حقاً..، ليس النصف مليون عصفورة من عصافير الجنة التي تطير من وجهها عندما تضحك أو النغزتين الفاتنتين اللتين يزيدان جمالها رقةً و ظرفًا ، وأصابعها التي (كالجلاش) هذا الحب يمكن أن يحيا فقط في ظل الخلق و الاحترام المتبادل.
اقرأ ايضا
الحب : هو حب ما لله في شخصٍ ما ، وما لله هو الإيمان و الطهر و العطاء لوجه الله و حسن الخلق ؛ وما يصنع هذه السمات هو نية الخير .. نية إرضاء الله .. ، فالحب هو النوايا الطيبة ... إعلم أن النية هي كل ما تملك في هذه الدنيا :إذا كانت نيتك خيرًا ستنتصر بالنية و تشفي بالنية و ترزق بالنية و تدخل الجنة بالنية ..، النار تأكل النوايا الرديئة و السيئة .. "نار الله الموقدة التي تطلع علي الأفئدة".
لو تحاب فتي و فتاة .. وهما متكافئان و سعيدان بمشروع الزواج .. لنفترض أن نية الفتاة هي إبعاد رجلها عن أسرته والاستئثار به لنفسها، و قطع كل الروابط بينه وبين أسرته ، ما قيمة حبها له وهي تضمر نية السوء ، أو أن تكون مثلًا قد قررت أن تجعله دائماً في حالة قلق و غيرة وضغط نفسى حتى لا يفكر في امرأة أخري ، تلك هي نية السوء التي ستحرمه من تواصله مع أهله . وتركيزه في عمله و مستقبله .. هل هذا حب ؟ الحب هو النوايا الطيبة امرأة نوت أن تعطيك الراحة و الاستقرار و الحنان لتتركك صافي الذهن .. تفكر كيف تتقدم و تنجح في الدينا و الاخرة .
إعط قلبك لمن يستحق
عينك علي النوايا الطيبة و الإيمان والخلق الكريم .. عش حرًا مرفوع الرأس.
Ayman Alam Eldin
كاتب مقالات وقصص قصيرةكبير معدين بالقناة الثالثة بالتليفزيون المصرى كاتب قصص قصيرة
تصفح صفحة الكاتب