الحب هو النوايا الطيبة

Ayman Alam Eldin
كاتب مقالات وقصص قصيرة
نشرت:
وقت القراءة: دقائق
الحب هو النوايا الطيبة

طبعًا: الانجذاب العاطفي الكيميائي... الحب الذي يجعل القلب يدق و يفرز الدوبامين ، وتحس أنك لن تستطيع إكمال حياتك بدون الطرف الأخر الذي تحس تجاهه بتلك الأحاسيس .. هذا الحب دون شك فرصة ذهبية لتكوين أسرة سعيدة بشرط توفر الخلق و الدين و التكافؤ و الطباع التي ستمنحك حياة هانئة مريحة و طيبة ... ولكن إحذر إذا شعرت بكل هذه المشاعر و لكن لم تجد في من تحب الدين و الخلق الكريم و الاحترام ، وصممت علي الزواج منها فلن تجد الراحة معها : الاحترام و التعامل بخلق هو ما يصنع حياة مثمرة ... ترعاها النوايا الطيبة من الطرفين ، كلاهما عقد النية علي إسعاد الأخر و التعامل معه بضمير ورقي.

"ولا تنكحوا المشركات حتي يؤمن ، ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتي يؤمنوا ، و لعبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم " ؛ أنفذ بعمق عبر الشكليات إلي جوهر الأشياء البشر ، حب الجسد .. الصور .. و الصور ليس مقصودًا بها ملامح الوجه و الجسد فقط بل الصور هي كل ما هو طبيعي في تركيبة الإنسان، صوته، ملامح ذكوريته، تركيبته الذهنية و النفسية المعطاة من الله ؛" وهو الذي يصوركم في الارحام ".

كان أبو لهب ... جميل الصورة و الملامح ... قوي ... ناجح .. تلك صورته .. لكن في أعماقه هو قلب فاسد استحق النار عن جدارة ، فمن يحب لا بد أن ينتبه أن الحب الحقيقي هو حب هذا الشيء الأعمق في الضمير و القلب .... الرقي .. الإيمان ... في النهاية النوايا الطيبة .

عندما وصف الله سيدنا محمد ، لم يقل أن ملامحه مشرقة و جميلة ، وأن حضوره الطبيعي آسر ، ولكنه قال "وأنك لعلي خلق عظيم" ، لأن سيدنا محمد هو الذي صنع ذلك الخلق بجهده ، لذلك ينبغي أن تنظر - بعد قبول الشكل - إلي أخلاق البشر و ليس أجسامهم " أفمن يخلق كمن لا يخلق " يقصد جل وعلا أن هناك بشرًا يخلقون.. يبتكرون ... أدوات و منتجات ولكن الإنتاج الأعظم هو الخلق النبيل .. يقول (ص) " أقربكم مني يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً.

الحي الكيميائي أو السطحي أو الجنسي .. قائم علي الميل و الإنجذاب الشديد و الإعجاب بالصفات الطبيعية ... بالطبع ليس هو الحب الحقيقى . فنجد علاقات تبدا بحب طاغى ومشاعر استثنائية وتنتهى بالفشل والضياع

هل هذا يمكن أن يسمي حباً ؟! أو اثنين تزوجا عن حب كيميائي .. يتشاجران و يتبادلان الاتهامات و السباب ثم يعودان بقوة الكيمياء بعد أن أهان كل منهما الآخر، و قال كلاهما في الآخر ما قال مالك في الخمر .. كلاهما مريض بالآخر . لا يفرقان بين الحب كأنبل و أسمي قيمة في الوجود و بين البعد الحيواني في العلاقة بين رجل و امرأة...، إنه الحب الجنسي فحسب ، إن الله يحب فينا كل ما يقربنا من صفات كماله و جلاله ، و بالتالي علينا أن نعلم أن الحب الذي يحيا و يصير سنداً علي مدي عشرات السنين هو الحب في الله و بالله ، الحب الحقيقي - بعد القبول طبعاً - أن تحب أخلاقها وليس أردافها ؛ تحب دينها ليس شفتيها . تحب مساحة النور في قلبها ، وهذا ما يعيش حقاً..، ليس النصف مليون عصفورة من عصافير الجنة التي تطير من وجهها عندما تضحك أو النغزتين الفاتنتين اللتين يزيدان جمالها رقةً و ظرفًا ، وأصابعها التي (كالجلاش) هذا الحب يمكن أن يحيا فقط في ظل الخلق و الاحترام المتبادل.


اقرأ ايضا

    الحب : هو حب ما لله في شخصٍ ما ، وما لله هو الإيمان و الطهر و العطاء لوجه الله و حسن الخلق ؛ وما يصنع هذه السمات هو نية الخير .. نية إرضاء الله .. ، فالحب هو النوايا الطيبة ... إعلم أن النية هي كل ما تملك في هذه الدنيا :إذا كانت نيتك خيرًا ستنتصر بالنية و تشفي بالنية و ترزق بالنية و تدخل الجنة بالنية ..، النار تأكل النوايا الرديئة و السيئة .. "نار الله الموقدة التي تطلع علي الأفئدة".

    لو تحاب فتي و فتاة .. وهما متكافئان و سعيدان بمشروع الزواج .. لنفترض أن نية الفتاة هي إبعاد رجلها عن أسرته والاستئثار به لنفسها، و قطع كل الروابط بينه وبين أسرته ، ما قيمة حبها له وهي تضمر نية السوء ، أو أن تكون مثلًا قد قررت أن تجعله دائماً في حالة قلق و غيرة وضغط نفسى حتى لا يفكر في امرأة أخري ، تلك هي نية السوء التي ستحرمه من تواصله مع أهله . وتركيزه في عمله و مستقبله .. هل هذا حب ؟ الحب هو النوايا الطيبة امرأة نوت أن تعطيك الراحة و الاستقرار و الحنان لتتركك صافي الذهن .. تفكر كيف تتقدم و تنجح في الدينا و الاخرة .

    إعط قلبك لمن يستحق

    عينك علي النوايا الطيبة و الإيمان والخلق الكريم .. عش حرًا مرفوع الرأس.

    Ayman Alam Eldin

    Ayman Alam Eldin

    كاتب مقالات وقصص قصيرة

    كبير معدين بالقناة الثالثة بالتليفزيون المصرى كاتب قصص قصيرة

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ