التفكير الزائد أسبابه وأعراضه وأهم الأساليب الفعالة في التخلص منه للأبد
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولصداع وقلق وتوتر يغزو رؤوسنا عقابًا لممارستنا التفكير الزائد، نعم وكأنه عقاب لا محالة! هل يعقل أننا نبالغ في فرط التفكير طوال الوقت!؟ لو وقفنا برهة على الواقع فإن الكثير من المواقف التي أرهقت أدمغتنا تفكيرًا وقلقًا قد مرّت بسلام أو بأقل ضرر ممكن! لماذا إذًا نعاقب أنفسنا بهذه الطريقة؟!
كم من ليالٍ طويلة مرّت دون أن نحظى بنومٍ مريح! وكم مرة شعرت أنك لا تستطيع الاستماع والتفاعل مع أحد رغبةً في الانفراد وإطلاق العنان لأفكارك! كثيرًا خلال سنوات حياتنا أضعنا أوقاتًا طويلة في القلق غير المبرر والتفكير الزائد عن الحد؛ إلا أن الأمر أكاد أجزم أنه رائج نظرًا لإشارة الأبحاث إلى أن 73% ممن يعيشون في الفئة العمرية بين 25-35 سنة يعانون من فرط التفكير؛ هل يعقل خوفًا على مستقبلهم؟ أم قلة الخبرة بالحياة أم ماذا؟
إذا كنت مفرطًا بالتفكير فإنك تسعى إلى التأمل غالبًا والذي يعتبر من أبرز أشكال التفكير المفرط، في الواقع أنك بهذه اللحظة تركز عينيك على ذلك المشهد لكنك لا تشاهده بعقلك فعلًا؛ فإنك غارق في الأفكار السلبية وتقليب الأحداث وتضخيمها ما يضاعف التوتر في أعماقك.
التفكير الزائد Overthinking
التفكير الزائد Overthinking من العادات السلبية التي يصعب التخلص منها عادةً؛ فمن أدمن فرط التفكير والانغماس به فإنه لا يستطيع التخلص منه بسهولة، قد يجد أي أمر مهما كان بسيطًا أو كبيرًا ليشغل باله به، لم يعد قادرًا على العيش دون إقلاق نفسه أبدًا، وفي الحقيقة إن ذلك يستنزف الوقت والطاقة كاملةً؛ ما يمنعك من الوصول إلى أهداف مثمرة وإنتاج ما يفيدك حقًا ويخرجك من هذا التوتر.
اقرأ ايضا
كما أن التفكير المفرط يشار به إلى إدمان التفكير والبحث في مخيلتك عن سلبيات مواقف أو إيجابياتها؛ إلا أن الأمر سلبي غالبًا، والسعي لتفسير المواقف وتحليلها ما يدخلك في دوامةٍ من التوتر والقلق، لذلك فإن الأمر المبالغ به قد يصل إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية من تفاقم الأمر أكثر؛ منها التواصل مع مختص واستشارة أطباء الصحة العقلية للحيولة دون تفاقم المشكلة لديك.
إن كنت مفرطًا بالتفكير حتمًا أنك تشعر بأنك عالق في حيز ما ولست قادرًا على التقدّم؛ لذلك لا يسهل عليك اتخاذ أي إجراء إطلاقًا، وأيضًا تجد صعوبة بالغة في تطبيق أفكارك على أرض الواقع، فقد أشارت المعالجة النفسية في والتهام جيسيكا فولي " إن السمة المميزة للإفراط في التفكير أنك تصبح شخص غير منتج، حيث تمضي وقتك في ساعات التأمل ويمضي وقت القرار وتفوت الموعد تمامًا، إضافةً إلى فقدان جودة النوم".
أعراض التفكير الزائد
إذا كنت حائرًا في أمرك فيما إذا كنت مصابًا بالتفكير المفرط أم لا، فإن كانت العلامات أدناه متوفرة لديك فأنت كذلك:
- تسليط وتوجيه التركيز على أمر واحد فقط وعدم القدرة على تجاوزه.
- العيش بحالة من الأعصاب المشدودة وفقدان الراحة والاسترخاء.
- القلق والتوتر باستمرار.
- الشعور بحالة من الانهيار النفسي والإرهاق العقلي نتيجة عدم توقف التفكير.
- هطول وابل من الأفكار السلبية على تفكيرك.
- توقع الجوانب والنتائج السلبية دومًا.
- استعادة المواقف السلبية.
أساليب وطرق التخلص من التفكير الزائد
تتسع وتيرة البحث يومًا تلو الآخر عن طرق التخلص والقضاء على مشكلة التفكير الزائد للأبد أو على الأقل لأبعد فترة ممكنة، ومن هذه الأساليب ما يلي:
1. تنفس الصعداء بعمق
أنت بحاجة ماسة إلى تعزيز مستوى الأكسحين الواصل إلى الدماغ؛ لذلك خذ نفسًا عميقًا ببطء حتى تسمح لأكبر قدرٍ من الأكسجين من الوصول، كما ينشط ذلك أجهزة الجسم جميعها.
كما أن وفرة الأكسجين تمنحك شعورًا بالهدوء والاستقرار النفسي؛ وذلك بفعل تقليل إفراز هرمونات الاستعداد للقتال والهروب؛ ما يجعلك مستقرًا ذهنيًا ونفسيًا.
2. تجربة توجيه انتباهك مع أمور تفضلها فعال في طرد التفكير الزائد
قد تكون وسائل التشتيت مضرّة بالعادة مثل مشاهدة التلفاز لفترة طويلة أو ألعاب الفيديو وغيرها، لكن إذا كانت قد تخفف عنك وطأة التفكير المفرط فإنه لا مانع باللجوء إليها لإعادة شحن الطاقة، فإنك بحاجة بهذه الأثناء إلى التشتيت المؤقت حتى تتمكن من استعادة جمع قواك مجددًا، لكن هناك طرق مفيدة وفعالة يمكنك الاستفادة منها مثل ممارسة الرياضة أو تعلم التطريز والحياكة، قراءة الكتب وغيرها.
كن حريصًا على تحديد وقت معين لهذه العادة حتى توجه تفكيرك إلى اتجاه آخر يحقق الفائدة والمنفعة.
3. الاعتراف بنجاحك لنفسك وتثمين جهودك يساعدك بالقضاء على التفكير المفرط
أنت بحاجة ماسة في هذه الأثناء لمن يربّت على كتفك ويمنحك جرعة من الطمأنينة حتمًا! لا داعي لانتظار ذلك من غيرك يمكنك الوقوف بينك وبين نفسك على النجاحات التي حققتها وتمكنت من إنجازها.
وإقناع نفسك بأنك قد تخطيت مصاعب أكبر من هذه وحقًا أنهيتها، والتخفيف على نفسك من الأخطاء وتبرير ذلك لنفسك، لكن لا تعد للخطأ مجددًا.
4. تقبل مخاوفك القديمة وتعلم من المواقف ينهي فكرة التفكير الزائد
لا يعني دعوتنا لك التفكير في الأخطاء والمواقف التي مررت بها أن تدخل بدوامة جديدة من التفكير، كما أن الماضي قد انتهى ومر بحلوه ومره ولا يمكن تغييره، إلا أن الهدف من هذه النقطة أن تعدل طريقة استجابتك وانفعالك إزاء هذه الذكريات والتجارب الماضية، لذلك كن حريصًا على تنمية الأفكار الإيجابية وتقبل أخطائك كما هي؛ فأنت تعلم بأن العالم لم ينتهِ عند تلك الواقعة، بل أنك ستكون مستعدًا ومتأهبًا لمواجهة المستقبل بجميع ما يخبئه لك من مسرّات ومضرات.
من الضروري العلم بأن الشعور بالخوف والقلق بنسب معينة أمر ليس مزعج وضار أبدًا؛ بل على العكس يحفز إطلاق هرمونات معينة ويؤكد الاستجابة الصحية للجسم، لكن المبالغة بالأمر يجعلك تدخل في دوامة لا متناهية من المشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية.
5. عش اللحظة وتناسى الماضي
عادةً تهيمن علينا الأفكار الماضية وتنغص العيش علينا، لكن لا بد من اتخاذ قرار صارم ونهائي حتى نسيطر على أفكارنا ونعيش الحاضر ونطلق العنان للتفكير في المستقبل وكيفية بنائه بطريقة إيجابية، فإن ذلك يحفزك على العمل والإنتاجية، بدلًا من التفكير بشيء لن يعود أبدًا.
كما يمكنك تعلم التفكير والتحدث عن نفسك بإيجابية مطلقة حتى تتمكن من تجاهل الماضي، فإنك بهذه الحالة لن تضطر لمراجعة أحداث الماضي بل ستتجه أنظارك للمزيد من النجاحات والإيجابيات لتفتخر بنفسك وتتحدث بإيجابية.
6. تحدى أفكارك وواجه عقلك
لا تكن أن رهين أفكارك السلبية أبدًا بل حاول مواجهة عقلك بأنك لا تصدق كل ما يمليه عليك، وتهرّب منه أو واجهه، تعمّق بالتفكير في الأفكار التي يدلي بها عليك وحللها فيما إذا كانت منطقية أو تفيدك على الأقل، في حال لاحظت عدم الجدوى والفائدة فإن لك حرية القرار التصرف معها بالتخلص منها وطردها من مخيلتك.
7. الحصول على دعم الأصدقاء
من الممكن أن تتواصل مع أصدقاء موثوق بهم لمساعدتك في الخروج من وسواس الأفكار السلبية، يمكنك التحاور معه ومناقشته حول الأمر المزعج والمقلق لك، قد يقدم لك الحلول للمشكلة نفسها أو على الأقل مساعدتك في الخروج من دوامة التفكير الزائد.
من الأفضل أن تتواصل مع صديق هادئ قادر على إدارة التفكير الزائد بفعالية، فإن ذلك يسهل عليك الأمور.
8. مارس الأنشطة البدنية للتخلص من التفكير الزائد وطرده
كشفت الأبحاث عن مدى العلاقة الوطيدة بين التمارين والحالة الصحية العقلية، فإنك كلما مارست تمارين رياضية وأنشطة مهما كانت بسيطة لكن الهدف الأول تحريك الجسم؛ فإن ذلك يقلل الاكتئاب والقلق، كما أنه يساعدك على التخلص من التفكير الزائد.
ما يثبت ذلك قول فولي: "المشي مدة 5 دقائق حول منزلك يمكن أن يحفز تدفق المواد الكيميائية والهرمونات الجيدة إلى الدماغ منها الإندروفين"، كما أن النشاط البدني بأنواعه يضفي جرعة عالية على الجسم من الهدوء بدلًا من وضعية القتال أو الهروب، لذلك تصبح أفكارك أكثر هدوءً.
9. مارس اليقظة الذهنية لإنقاذ عقلك من التفكير الزائد
اليقظة الذهنية أسلوب فعال جدًا يأخذك للواقع ويمنحك فرصة لعيش الحاضر كما هو ويحفزك للإنتاج والتقدم، كما أنه من السبل المجدية في كبح جماح وطرد الأفكار السلبية غير المرغوب بها، أمامك الكثير من الطرق التي تسهل عليك الأمر؛ ما رأيك لو رسمت هدفك في ممارسة اليقظة لمدة 15 يوم حتى تمنح عقلك مستوى عالٍ من الهدوء؟ إليك أهم وسائل اليقظة الذهنية:
- الاستماع للقرآن الكريم بصوت قارئ تحبه.
- الانطلاق بجولة تأملية في محيطك مع إمعان النظر والتفكير بكل ما تراه.
- امنح قلبك الفرصة للشعور والتعبير عن العواطف بدلًا من التفكير بها في عقلك.
- تركيز الانتباه على التنفس فحسب؛ وإذا تشتت عاود الكرة في التركيز عليه.
10. التفكير بعمق بالمواقف السلبية وتحليلها
قد تتضارب لديك الأفكار وتعتقد أني أدعوك للانغماس مجددًا في المواقف السلبية؛ لكن هذه المرة الأمر مختلف فأنا أدعوك حتى تفكر بها بطريقة أخرى من خلال تحليلها وطرح بعض الأسئلة على نفسك حول مدى الجدوى والأثر الذي جاءت به.
كن عارفًا بأن التفكير الزائد يجعلك لا ترى الأمور بعين الحق أبدًا، لكنك في هذه المواقف تحتاج إلى التفكير بعقلانية مطلقة حول الحدث وتحليله أو ما سيحدث مستقبلًا، لذلك احرص تمامًا على بلورة أفكارك حتى تساعد نفسك وتنقذها من الشتات.
من الأسئلة التي يمكنك طرحها على نفسك ما يلي:
- ما مدى تأثير هذا الموقف على حياتي إيجابيًا أو سلبيًا؟
- هل يمكن أن تكون نظرتي للموقف حقيقية وصحيحة دومًا أم في الوقت الراهن فقط؟
- ما الذي جعلني أفكر بهذه الحقائق هل هي مشاعري أم أن ذلك حقيقة فعلًا؟
- ما النتائج المتوقعة من الموقع وهل أبالغ في تقديرها؟
بعد طرح هذه التساؤلات على نفسك يمكنك بكل بساطة أن تخرج بفكرة جديدة ومفيدة تساعدك في الخروج من التفكير المفرط.
أنواع التفكير المفرط
التفكير المفرط له عدة أوجه وأشكال تؤثر على حياتك، وغالبًا يترتب عليها تفكير سلبي وتشوهات معرفية، لذلك نود توضيح أهم أنواع التفكير الزائد التي تؤثر سلبًا في حياتك:
- التفكير في الكل أو لاشيء
في هذا البند قد يكون التفكير المفرط مقترنًا إما نظرة إيجابية أو سوداوية، لذلك بهذه الحالة يتعمق التفكير في الشر والخير غالبًا، لذلك تتجه دومًا إلى تحليل المواقف والأحداث فيما إذا كانت نجاحًا أو فشلًا، في الواقع إن النظرة بهذه الطريقة مشكلة بحد ذاتها؛ فإن بعض المواقف في حياتنا تكون عادية لا تفسير لها بهذا الشكل.
- التهويل وتعظيم الأمور
يعتبر التهويل وتعظيم موقف ما من أنواع التفكير الزائد التي تفاقم سوء الأمور وتجعلها أكثر شدة، على سبيل المثال قد تأخذك أفكارك إلى غياهب الظلام عند مجرد التفكير في الفشل في الإمتحان، ما يترتب عليه التوسع في الأفكار بعدم تخطي الفصل الحال والرسوب في المدرسة ودمار مستقبلك كاملًا، وتبدأ دوامة الأفكار بأن الجميع أصبحوا في مناصب ما عدا أنت بسبب هذا الامتحان، لكن يمكنك استغلال الوقت بالدراسة والقضاء على هذه السيناريوهات.
- المبالغة في التعميم
عندما تبدأ بالتفكير بتوقعات مستقبلية وأفكار تستمدها من الماضي، فإنك ستلاحظ أن النتائج متضاربة وتبدأ لديك الأفكار بقول لن تحدث أبدًا، بالطبع أن أفكارك ستقنعك بأن الأمور الجيدة لن تحصل لك كونه حظك بهذا الشكل، إلا أن الأحداث لا علاقة لها ببعض أبدًا؛ فإن كل حدث له نتائجه وتفاصيله.
تأثير التفكير الزائد على حياتك
المراجع
How To Stop Overthinking: Causes And Ways To Cope
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.
تصفح صفحة الكاتب