نحن الآن نعيش في عالم متسارع ينبض بالمفاجآت، وأصبح قرار التغيير ضرورة لا غنى عنها، فهل سنتشبث بالقديم؟ أم سنعانق التجديد ونتألق بنياشين المتغييرات؟. بين مفترقات الطرق يبقى اتخاذ القرار بيدك، هل ستنطلق بشجاعة المارد الأخضر؟ أم ستستند لجدار يحميك وتأوي لجبل يعصمك؟
حياتك الشخصية والمهنية رهينة محكين محك الحداثة ومحك التقليدية، ولكل مَفْرق مزايا وعيوب، والمستقبل يسحبك إليه فبماذا ستتمسك؟ وما الذي ستختار؟ في هذه السطور سنتحدث عن أهمية اتخاذ قرار التغيير، باعتبار أنه النافذة المطلة على عالم الأحلام الذي يستهويك.

١/ القفز من الفقر إلى الثراء:
قد تكون بلا مأوى ولا تمتلك بيتًا، فكيف ستقفز لتبلغ المرام؟ خطواتك اليومية المتكررة لن تحدث تلك النقلة، لهذا تحتاج لاتخاذ قرار التغيير، يروى أن رجلًا عاش بلا مأوى مع ابنه وفي لحظة قرار ركب موجة التغيير وأصبح ثريًا حين طرق باب الاستثمار، فما هو القرار الذي سيحدث لك نقلتك المالية المرتقبة؟
٢/ التألق الصحي المنشود:
بعضنا يعاني من السمنة أو من مرض ما أو يرنو لتألق صحي وجسدي معين، فكيف السبيل دون أن نقطع قاف القرار؟ ينقل أن هناك رجل ولد معاقًا بلا أطراف، ومع وجود هذا العيب الخلقي، إلا أنه تألق ونجح حين كان متحدثًا تحفيزيًا بارعًا، فالعاهات القاسية لن تهزمك، وستنجح إذا ما رمت التغيير.
٣/ الوصول إلى ذرى القمة:
لو كنت رهين زنزانة مفردة في سجن مظلم، ومقيد بالأصفاد، هل كنت تطمح للحرية والنجاح؟ إليك هذا السؤال: هل قرأت سورة يوسف؟ ما هو أبرز محور فيها؟ لاحظ أنها تختصر لك مسيرة عبد بلغ السيادة، وأصبح وزير المال ويد العزيز وظله، هل سمعت بالسجين الزنجي نيلسون مانديلا، هذا الرجل الأسود كان خلف القضبان لسنوات عديدة لكنه خرج ليقود شعبه في جنوب أفريقيا نحو الحرية والمساواة.
إن نماذج التغيير كثيرة، كقصة غاندي وأديسون وديزني وأضرابهم، وتكمن خلاصة تجاربهم في اتخاذ القرار، فما هي بوصلتك للتغيير؟ وما هو القرار المصيري الذي ستتخذه؟
أنت الآن تسير في طريقك الصحيح بقراءة هذه السطور، لكون القرار يحتاج لقداحة، فهل تريد المزيد لتتوقد، نضع لك بعض الكتب الهامة التي تعينك على هذا التغيير، منها:
١/ كتاب العادات الذرية لجيمس كلير، وهو كتاب يركز على تشكيل العادة الإيجابية الصغيرة لبلوغ الهدف الكبير.
٢/ كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس لديل كارنيجي، كتاب يطور من علاقاتك الاجتماعية ويحدث نقلة إيجادبية في فن التعامل مع الآخرين.
إنّ في المكتبات الكثير من الكتب التي تنسجم مع ذائقتك فاكتشفها لتبدأ رحلة اتخاذ القرار، وليكن شعارك بيت الشعر:
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ
فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ
إن هذا الكون جميل، فـ "كن جميلًا.. ترى الوجود جميلًا"، كن أنت التغيير القادم، غير نظرتك لتتغير حياتك، وستكون أنت الموجة القادمة التي تجرف كل شيء في طريقك. التغيير يبدأ من الحقل، فأين بذرتك؟ وهل النجاح ثمارها؟ لا تفكر في البديات بقدر ما تفكر في النهايات، قد تواجهك بعض الصعاب، كما تواجه النحال إبر النحل، لكن العزاء في دورق العسل، فكيف نتخطى الصعاب؟
في أربع كلمات: (ثقتك بذاتك، كتابة أهدافك، تطوير مهاراتك، التحفيز اللامتناهي).
فيا ترى ما هي النتائج المنتظرة؟ في ثلاث كلمات: (نمو شخصيتك، نجاحك المهني، التطور الاجتماعي)، في الختام نقول لك التغيير هو البداية، إن نبضك يعني نبض الأمل في روحك، والتغيير صديقك الذي يمنحك الفرصة الذهبية التي تستحق، إنّ
التغيير بيدك، فاتخذ خطوتك الأولى ولا تستسلم لأول تحدي، تخطى العراقيل وستبلغ النجاح الذي تستحق.

عبدالعزيز آل زايد
كاتب وروائي سعوديعبدالعزيز حسن آل زايد، كاتب وروائي سعودي، من مواليد مدينة الدمام في عام 1979م، حاصل على (جائزة الإبداع) في يوليو 2020م، من مؤسسة ناجي نعمان العالميّة في بيروت في دورتها الـ18، بروايته (الأمل الأبيض)، آل زايد يحمل درجة البكالوريوس من جامعة الملك فيصل، والدبلوم العالي من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل. روائي مهتم بالسّرديات التاريخيّة التخيليّة، ومؤلف شغوف بالكتابة، وهو يمارس مهنة التعليم في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، له الكثير من الكتابات على الصحف والمجلات الإلكترونية ومواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي المتنوعة.