البؤساء .. لحظة غياب الإنسانية وتوغّل الشر

إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوع
نشرت:
وقت القراءة: دقائق
تلخيص رواية البؤساءتلخيص رواية البؤساء

تعتبر رواية البؤساء واحدة من أكثر الروايات التي تركت مشاعرًا مجروحة ومستهلكة في الأعماق ضد الأشرار، جاءت رواية البؤساء لتكون مجهرًا على ما يأكل جسد المجتمع من أمراضٍ نفسية وشرورٍ متجذرة في بعض النفوس، دفات الكتاب تضمن تفاصيلًا عاشتها الشعوب في فترة الثورة الفرنسية الكبرى، لكن عند الإبحار في الكتاب تلاحظ حجم المآسي الحقيقية في تلك الحقبة والتي تمكن فيكتور هيغو من نقلها إلينا ليضفي لنا شعورًا كأننا نحن من عاشها فعلًا.

تلخيص رواية البؤساء الجزء الأول

تلخيص رواية البؤساء الجزء الأولتلخيص رواية البؤساء الجزء الأول

بعيدًا عن الشق المشرق والحضاري والعطور الفارهة والأناقةالمطلقة من باريس؛ هناك أنحاء مظلمة تعيش في حالةِ فقرٍ شديدة أوصلتهم إلى غياهب الجريمة، جان فالجان الشخصية الرئيسية في الرواية التي استنزف القاضي الظالم سنوات طويلة من حياته خلف القضبان جراء سرقة رغيف خبز اضطر إليه لإطعام أفراد عائلته، إلا أن هذا الرغيف كلفّه ثمنًا باهظًا، وقد هيمن هذا الحد من الفقر على المدينة في الفترةِ بين سقوط نابليون ومحاولات الانقلاب على الملك فيليبس التي باءت بالفشل.

19 عامًا خلف القضبان يتخللها محاولات هروب فاشلة، إلا أنه في نهاية المطاف تم إخلاء سبيله أيضًا بطريقةٍ أكثر ظلمًا؛ وكأنه كتب عليه السجن الأبدي بمجرد إدراج معلومات تشير لكونه سجينًا، وقد عاد ذلك عليه بعدم استضافته في أي مكان لاعتباره مجرم خطير، وقد أمضى حياته هائمًا على وجهه حتى بلغت به الأمور النوم على الأرصفة حتى جمعته الأقدار بأحد الأسقف المعروف باسم شارل ميريل الذي رق قلبه عليه واستضافه في أرجاء منزله؛ إلا أن فالجان قد اتخذ السرقة عادة حتى توجه إلى سرقة ميريل؛ وقد وقع مجددًا في براثن القضبان؛ إلا أن رحمة السماء قد نزلت عليه! وقد أقّر الأسقف ميريل بأنه على علاقة طيبة مع فالجان وقد قدمّها له هدية لطيب أخلاقه.

لم تكن المسروقات رخيصة الثمن أبدًا! بل أردف ميريل مؤكدًا بأنها عطايا إضافة إلى شمعدانات فضية قدمها له وطلب إطلاق سراحه فورًا، ورغم ذلك يبدو أن الحاجة ليست السر في السرقة؛ بل يبدو أنها أصبحت مهنة؛ حيث توجه لسرقة فتى صادفه في مسيره، ولكن هذه المرة قد راوده شعور بالندم فحاول العودة للبحث عنه وإعادة المسروقات؛ إلا أنه قد تم إبلاغ الشرطة ما أجبر فالجان على التخفي والاختباء خوفًا من ضياع سنواتٍ طويلة أيضًا من حياته مجددًا خلف القضبان.


اقرأ ايضا

    اضطر في أعقاب ذلك الهروب نحو مدينة أخرى ليتقمص بها شخصية الملياردير مادلين، وقد بدأ أعماله بافتتاح مصنع في المنطقة بعد بيع المسروقات التي كان قد استحوذ عليها من الأسقف.

    تلخيص رواية البؤساء الجزء الثاني

    في العالم السفلي أيضًا في باريس وتحديدًا في المنطقة التي افتتح بها فالجان مصنعه؛ وقعت فانتين في حب رجل ما اضطرها لإقامة علاقة غير مشروعة، وقد أنجبت منه طفلة؛ إلا أنه تخلى عنها وفر هاربًا دون الالتفات لها نهائيًا، ومرت الأيام والسنوات المثقلة بالهموم والرفض على فانتين، إلا أنها قد حظيت بالعمل في مصنع مالدين، وبعد مرور مدة طردت من مديرها دون العودة لمالك المصنع بعد أن عرف الجميع شأن طفلتها غير الشرعية؛ رغم أنه المصدر الوحيد لإعالة طفلتها.

    كانت فانتين قد اضطرت لاستيداع طفلتها لدى عائلة تيناردييه التي استغلت هذه المسكينة، وقد صبت جل اهتمامها على العمل الدؤوب في محاولات لتوفير المال لهم، وكانوا من أكثر الأشخاص طمعًا في المنطقة، وقد بلغ الأمر بالأم بيع جديلة شعرها وأسنانها تدريجيًا حتى اجتاح المرض جسدها الضعيف.

    خلال فترة ترحالها تعرض لها شخص وبدأ بمضايقتها؛ إلا أنها رغم ضعفها لم تسكت على ذلك، بل وجهت له لكمات وضربته حتى ألقى جافيير حارس سجن فالجان عليها بالقبض؛ وزج بها خلف القضبان، وفي هذه الأثناء سارع فالجان إلى المفتش ليخلصها بصفته الملياردير مادلين، إلا أنه رغم المساوئ والأخطاء التي ارتكبها؛ إلا أنه قد سلم نفسه للمحكمة بعد أن علم بإلقاء القبض على شبيهٍ له لإنهاء القضية، وقد أقر بكامل جرائمه حتى أعيد إلى السجن، لكنه كان يخطط لما هو أبعد؛ فقد تمكن من الهروب مجددًا حاملًا بين أذرعه الطفلة كوزيت وليدة فانتين.

    وبعد سنواتٍ طويلة ومرار وتعب ومشقة اتضح بأن فالجان هو والد كوزيت الطفلة الوحيدة لفانتين.

    العبرة من رواية البؤساء

    رغم وجود بعض الشر في النفوس إلا أنه قد يكون هناك جانب مشرق، كما أنه قد يكون هناك أسباب خفية خلف القيام بالأخطاء؛ رغم أن ذلك ليس مبررًا أبدًا، فإن البقاء على الفضيلة والابتعاد عن الجرائم والخطايا أمر يخفف مما تلقيه الحياة على كاهل الإنسان من مصاعب، فإنها الخطيئة تجر خطيئة أخرى أيضًا.

    كما أن التفاصيل تروي كمية الشرور التي كشفت عنها الحروب والثورات في تلك الفترة، إذ تمكنت من رفع مستوى الانتقام والتجبر لديهم في مساعٍ لتأمين أنفسهم قدر الإمكان، إلا أن ذلك لم يشمل البشرية جمعاء في تلك المنطقة، بل من أساسًا لديهم ذلك الوازع وقد تولدت لهم الفرصة.

    وقفة شخصية على رواية البؤساء

    من وجهة نظري أن الشر لا مبرر له مهما كان، فإن النفس البشرية مجبولة على الخير بفطرتها، لذلك لا نوجه أصابع الاتهام إلى الظروف والثورة والحروب، فإن الإنسانية أساسًا تترعرع في كنف هذه الظروف أكثر من أي وقتٍ آخر؛ ليشفق الإنسان على أخيه وتتكاتف الشعوب معًا للانتصار على ما حل بها من ظلم وخراب خارجي، فإن التعاون والتكاتف هو الحل الوحيد للانتصار؛ فإن ما قام به أهالي المدينة في رواية البؤساء ما زادهم إلا بؤسًا وتدهورًا وانهيارًا.

    إيمان الحياري

    إيمان الحياري

    كاتبة محتوى تقني ومنوع

    كاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ