الإسلام لا يكبت الغريزة الجنسية

Hossam AHMED
تاريخ النشر :
وقت القراءة: دقائق

المبحث الثاني(من كتاب الأسلام والغرب في علاقات الزواج الشرعية)

الإسلام لا يكبت الغريزة الجنسية

والحق أقول ان الإسلام لا يعمل علي كبت الغريزة الجنسية كما يقول علماء الغرب الحاقدين في اقوالهم وهذه بعض منها :

أن الالتزام بالدين يكبت النشاط الحيوي أو الغريزة الجنسية للإنسان ويظل ينكد عليه حياته نتيجة الشعور بالأتم ,ذلك الشعور الذي يستولي علي المتدينين خاصة فيخيل لهم ان كل ما يصنعونه خطايا لا يطهرها الأ الامتناع عن ملذات الحياة كما يرددون الان وحقيقة الأمر أن هذه المقولات والادعاءات لادليل عليها أنما هي من صنع خيالهم المريض .

كذلك من أقوالهم الباطلة قولهم :-

لقد ظلت أوروبا غارقة في الظلام طيلة تمسكها بالدين فلما نبذت قيود الدين البالية تحررت مشاعرها من الداخل وانطلقت في عالم العمل والإنتاج ويقولون أتريدون أن تكيلوا المشاعر وتنكروا علي الشباب المتدفق و تريدون أن تعودوا الي حرام و هذا حلال بعد أن تحررنا منها.

كذلك من أقوالهم الفاسدة أيضا:-

يقولون كذلك أنه أذا شاع الأختلاط بين الشباب و الفتيات تتهذب طباع كل منهما وتقوم بينهما صداقات بريئة لا تنصرف الي سواء.

أما اذ ضرب بينهما بسور من الاحتجاب فان نوازع الجنس تلتهب وتغري كل منهما بصاحبه فيشيع مع ذلك الكبت في النفوس والسوء في الطباع والسلوك.

صورة الدين عند الغرب مغلوطة:_

قبل أن نوضح زيف هذه الخيالات المريضة نجد أن من المهم بمكان أن نحدد مفهوم الدين الذي تحررت أوروبا منه ويقولون عنه أنه يكبت المشاعر والأحاسيس فهم عندما يتحدثون عن الدين فأن الصورة التي يعرفونها عن الدن هي صورته أبان عصور الظلام حينما كان الرهبان يتحكمون في كل شيء حتي في الملوك أنفسهم حينما قتل العلماء في كل المجالات والعلوم لأنهم تجرؤا وفكروا فكان نتيجة تفكيرهم صكوك الغفران تلك هي صورة الدين عندهم عندما يتحدثون عن الدين لذلك فقد انطلقوا عندما ثاروا عليه.

الرد علي اقوالهم أن الأسلام كبت الغريزة الجنسية :-

ما يقال عن كبت الأسلام للنشاط الحيوي (الغريزة الجنسية )فينبغي أولا أن نعرف ما هو الكبت لأن المصطلح كثيرا ما يساء فهمه فليس الكبت هو الامتناع عن إتيان العمل الغريزي كما يخيل للكثيرين .أنما ينشا الكبت من استقذار الدافع الغريزي في ذاته وعدم اعتراف الأنسان بينه وبين نفسه أن هذا الدافع يجوز أن يخطر في باله أو يشغل تفكيره .

والكبت بهذا المعني مسألة شعورية وقد لا يعالجها أتيان العمل الغريزي نفسه .فالذي يأتي هذا العمل و في شعور أنه يرتكب قذارة لا تليق به هو شخص يعاني الكبت حتي ولو أرتكب هذا العمل عشرين مرة كل يوم لأن الصراع سيقوم ما بداخل نفسه كل مرة بين ما عمله وما كان يجب ان يعمله وهذا الشد والجذب في الشعور هو الذي ينشأ العقد والاضطرابات النفسية.

أن اختلاط الشباب بالفتيات لا يأتي بخير فان قالوا أن الاختلاط يهذب الطباع وإقامة صداقات والحياة بدون كبت فهي دعوة يعلم زيفها من يطلقها. صحيح أن مظاهر الأغراء قد تفقد بعض تأثيرها بسبب طول الاعتياد أو كثرة الشيوع ولكنها انما تفقد ذلك عند أولئك الذين خاضوا غمارها وجنوا من ثمارها خلال مرحلة طويلة من الزمن فعادوا بعد ذلك وهم لا يحفلون بها وبديهي أن ذلك ليس لأنهم قد تساموا فوقها ولكن لأنهم شفوا منها أن رؤية المناظر والمواقف الجنسية المثيرة في بلد غربية مثلا يعتبر أمرا عاديا لا يعتبر استغرابا ولا استهماما بالنسبة لأولئك الذين نشأوا وعاشوا في تلك الأجواء فهل يعني ذلك أنهم قد جاوزوا طبيعة التأثير بدواعي الانحراف و أسبابه فهم لا ينحطون أليها ولا يتأثرون بها؟؟

كلنا يعلم ان هذا الذي يمر بالمشاهد الجنسية المكشوفة هناك غير عابئ بها او متلهف أليها وقد نجده بعد ساعة يمارس العملية الجنسية في مكان اخر.

فأن عدم الاهتمام والتأثير بمظاهر الأغراء أنما هو نتيجة أنتشار اللذة الرخيصة في كل مكان وليس ننتجه تهذيب الغرائز.

الأسلام يعترف بالدوافع :-

ان الإسلام يعترف بالدوافع الفطرية كلها من حيث وجودها فلا يكبتها في اللا شعور ثم يبيح التنفيذ العملي لها في الحدود التي تمنع وقوع الضرر سواء علي الفرد بعينه أو علي المجتمع كله.

والضرر الذي يحدث للفرد من استغراقه في الشهور هو افناء طاقته الحيوية قبل موعدها الطبيعي.

واستبعاد الشهوات بحيث تصبح شغله الشاغل وهمه المقعد والمقيم بعد فترة عذابا دائما وجوعه دائمة لا تشبع و لا تستقر وهذا ما عليه معظم شبابنا اليوم الا من رحم ربي~.

أن الإسلام يصل في صراحته في الاعتراف بالأحساس الجنسي خاصة ألي أن يقول الرسول صلي الله عليه وسلم :_

(حبب الي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة ).

فيرفع الأحساس الجنسي الي درجة الطيب أزكي الروائح ويقرنها بالصلاة أزكي ما يتقرب به الانسان الي الله.

ويقول في صراحة كذلك أن الرجل يثاب علي العمل الجنسي مع زوجته.

فاذا قال المسلمون متعجبون:-

( يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر).

كبت الغريزة الجنسية لا ينشأ اطلاقا في ظل الأسلام :_.

من هنا لا ينشأ الكبت أطلاقا في ظل الإسلام فاذا أحس الشباب بالرغبة الجنسية الدافئة فليس في ذلك منكر ولا يوجد داع لاستقذار هذا الإحساس والنفور منه أنما يطلب الأسلام من هذا الشاب أن (يضبط)هذه الشهوات فقط دون ان يكبتها بضبطها في وعيه واراداته وليس في لا شعوره أي يعلق تنفيذها الي الوقت المناسب وليس تعليق التنفيذ كبت وليست هذه الدعوة الي ضبط الشهوات تحكما يقصد

به الإسلام حرمان الناس من هذا كيانها وهي عاجزة عن ضبط شهواتها والاقتناع بأراداتها عن بعض لمتاع المباح كما يقرر من الجاني الأخر أنه ما من أمة تثبت في الصراع الدولي الأ و أهلها مدربين علي احتمال المشاق قادرين علي أرجاء ملذاتهم أو تعليقها حتي تنقضي الضرورة ساعات أو أيام أو سنوات.

الصيام تربية للنفس علي تعليق شهواتها:-

أن حكمة الصيام تربية النفس علي تعليق شهواتها وملذاتها المباحة أصلا في غير الصيام حتي تكون قادرة علي ضبط هواها وشهواتها وان استطاعت النفس أن تمتنع عن الحلال إرضاء لله سبحانه وتعالي فستكون أقدر بعونه علي أن يترك الحرام حتي يأتي الوقت الذي يصبح فيه هذا الحرام حلالا يثاب عليه المرء وذلك بالزواج ثم هو من ناحية أخري كما قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم :-

(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه فان له وجاية أي وقاية ).

الأسلام يفتح باب المغفرة :_

ان ما يقال من تنكير الدين علي اتباعه ومصادرتهم بشبح الخطيئة في يقظتهم ومنامهم فما ابعد الأسلام عنه وهو الذي يفتح باب المغفرة قبل أن يذكر العذاب.

أن الخطيئة في الأسلام ليست غولا يطارد الناس ولا ظلاما لا ينقشع فخطيئة سيدنا أدم ليست سيفا مسلطا علي كل البشر ولا يحتاج الي فداء ولا تطهير حيث قال تعالي (فلتلقي أدم من ربه كلمات فتاب عليه أنه هو الثواب الرحيم )اية 37 سورة البقرة . وأبناء أدم كابيهم ليسوا خارجين من رحمة الله حين يخطئون فالله يعلم طبيعتهم فيقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم :- (كل ابن أدم خطأ وخير الخطائين التوابين ) وقول الله عز وجل ﴿ مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا﴾(147:سورة النساء).

نعم ما يفعل الله بتعذيب الناس ؟وهو الذي يحب أن يمنحهم الرحمة والمغفرة .

ضبط الغريزة الجنسية كما يريد الله :-

ان الله تبارك وتعالي لا يترك الانسان مع ذلك حتي يقع في المعصية وفي الصراع النفسي الذي ينشأ عنها ثم يعاقبه عليها ولكنه جل شأنه يضع نظاما متكاملا لمعالجة المشكلة قبل وقوعها فيقول الله تبارك وتعالي : ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ (الاسراء الاية 32 ).

بمعني ان للزني أسبابا فلا تقترب منها ولم يقل الله لا تفعلوا الزني أو لا تقعوا في الزني لأن مبدأ الأسلام في هذه القضايا هو الوقاية خير من العلاج.

فأن أخطأ الانسان فان الله تبارك وتعالي يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ولذلك كان التنبيه الي خطورة النظرة الحرام حيث هي سهم من سهام ابليس يجب الحذر منها لأنها بداية الطريق الي الزني فالنظرة رائد الشهوة وحفظها أصل حفظ الفرج فمن أطلق بصره أورد نفسه مورد المهلكات.

ضبط النظر ضبط للغريزة الجنسية في مفهوم الإسلام :-

قال النبي صلي الله عليه وسلم:-( لا تُتبِعِ النَّظرةَ النَّظرةَ؛ فإنَّ لك الأولى، وليسَتْ لك الآخِرةُ وقال صلي الله عليه وسلم :-النظرة سهم مسموم من سهام أبليس من تركها مخافة الله أبدله الله أيمانا يجد حلاوته في قلبه وقال عليه الصلاة والسلام:-(غضوا ابصاركم وأحفظوا فروجكم )

وقال صلي الله عليكم وسلم :-

«إيَّاكم والجلوسَ في الطُّرقاتِ» فقالوا: يا رسولَ اللهِ ما لنا مِنْ مجالسِنا بدٌ؛ نتحدَّثُ فيها! فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «فإذا أبَيْتُم إلَّا المجلِسَ فأعطوا الطريقَ حقَّه» قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: «غضٌ البصرِ، وكفُّ الأذَى، وردُّ السَّلامِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنَّهيُ عن المنكرِ» والنظر اصل عامة الحوادث التي تصيب الانسان فالنظرة تولد خطرة ثم تولد الخطرة فكرة ثم تولد الفكرة شهوة ثم تولد الشهوة إرادة تقوي فتصيير عزيمة جازمة فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع منه مانع وفي هذا قيل الصبر علي غض البصر أيسر من البصر علي ما ألم ما بعده .

وقال الشاعر :-

كل الحوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم من نظرة يلفت من قلب صاحبتها السهم بين النفوس والوتر

والعبد مادام ذا طرف يقلبه في أعين العين موقوف علي الخطر

ولهذا كله كان التحذير من النظرة الحرام لأنها رائدة الشهوة والصبر علي غض البصر أيسر من الصبر علي ألم ما بعده و هكذا يرسم الأسلام طريقته الواضحة في الحياة بتحرير الانسان من شهواته لا يفرض الرهبنة عليه ولا بتحريم الاستمتاع بطيبات الحياة.

ولا بكبت المشاعر و لا بمطاردة شبح الخطيئة انما بالتهذيب و التسامي فينطلق الانسان بعدها لإعلاء كلمة الله في الأرض بتوجيه طاقته الي الخير والتقدم والرقي.

الراسل م حسام ابو العلا

القاهرة الجديدة


الإسلام لا يكبت الغريزة الجنسية

اقرأ ايضاّ