الألم

الكاتب

Ahmat ComaaAl-Warraq| الوارق

لكَ الحَمدُ مهما إستصالَ البلاء ومهما استبدَّ الألم

"إذا ما كان بيدي قوة الحدّ من الألم الجسدي في العالم، لما مارستها . أثبت لي عملي مع المرضى المحرومين من الألم أن الألم يحمينا من تدمير أنفسنا ، إلا أني أعرف أيضاً أن الألم بحد ذاته بإمكانه أن يُدمّر، كما ستكشف عنه زيارة لي لمركز للألم المزمن. الألم الطليق يوهن القوى الجسدية ويستنزف الطاقة الذهنية، ولربما سيطر على حياة الإنسان بكاملها. في نقطة ما بين الطرفين، حيث انعدام الألم والألم المزمن المطرد، يقضي أغلبنا أيامه فيها ."

الألم هو احساس غير مريح يشعر به الإنسان في الجسم نتيجة لتحفيز أعصاب الألم. يعد الألم رد فعل حيوي طبيعي يحمي الجسم من الإصابة أو الضرر الحاصل. يمكن أن يكون الألم ناتجًا عن أسباب متنوعة مثل الإصابة الجسدية، التهاب، أمراض مزمنة، قصور عضوي، أو أمراض معينة.

تصنف الألم عادةً إلى نوعين رئيسيين: الألم الحاد والألم المزمن. يحدث الألم الحاد عادةً نتيجة لإصابة مؤقتة أو مرضية ويكون له مدة زمنية محددة ومتوقعة. أما الألم المزمن، فيستمر لفترة طويلة تتجاوز ثلاثة أشهر وقد يكون نتيجة لحالات مثل التهاب المفاصل، الصداع النصفي، الآلام العصبية المزمنة، أو حالات أخرى.

يمكن أن يتم تخفيف الألم بواسطة العلاجات المسكنة للألم مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، والأدوية المسكنة للألم الموضعي، والعلاج الطبيعي، وتقنيات التأمل والاسترخاء، وغيرها من الأساليب التي يمكن استخدامها لإدارة الألم.

الألم العاطفي:

الألم العاطفي يشير إلى الألم الذي ينشأ من الجوانب العاطفية والنفسية للإنسان. قد يكون الألم العاطفي نتيجة لتجارب سلبية مثل فقدان أحد الأحباء، انفصال عاطفي، خيبة أمل، تجربة سابقة مؤلمة، اضطرابات نفسية، أو ضغوطات وتوترات في الحياة. يعبر الألم العاطفي عن نوع من الصدمة والحزن والتوتر العميق الذي يؤثر على الحالة العاطفية والنفسية للشخص. يمكن أن يتجلى الألم العاطفي عبر الأعراض المختلفة مثل الحزن الشديد، القلق، الاكتئاب، الغضب، الانعزال، فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، صعوبة في النوم، فقدان الشهية، وتغيرات في السلوك.

الألم العاطفي هو تجربة معقدة وشخصية، وقد يختلف من شخص لآخر في الطبيعة والشدة والمدة. قد يكون للألم العاطفي تأثيرات قوية على الحالة العامة للشخص وجودته الحياتية. قد يؤثر الألم العاطفي على العلاقات الشخصية، الأداء الوظيفي، الصحة العامة والعافية النفسية.

قد تكون هناك أسباب مختلفة للألم العاطفي، بما في ذلك: - فقدان أحد الأحباء أو حدث مأساوي في العائلة. - انفصال عاطفي أو طلاق. - تجربة الخيانة أو الإساءة. - التحولات الحياتية الكبيرة مثل الانتقال الوظيفي، التغييرات في البيئة، أو فقدان العمل. - صعوبات في العمل أو الدراسة. - الضغوط الاجتماعية والثقافية. - الاكتئاب أو القلق أو الاضطرابات العاطفية الأخرى.

قد يكون من المفيد التحدث عن مشاعرك وأفكارك مع شخص موثوق به، سواء كان ذلك أحد أفراد العائلة أو صديق مقرب أو مستشار نفسي. يمكن للتعبير عن الألم المشترك مع الآخرين أن يخفف العبء العاطفي. حرص على العناية بنفسك من خلال ممارسة الرياضة المنتظمة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول وجبات صحية، والممارسات الاسترخائية مثل التأمل والتنفس العميق.

على الرغم من أن الألم العاطفي يمكن أن يكون تجربة صعبة ومؤلمة، إلا أنه يمكن أن يحمل بعض الاجابيات والفوائد على الإنسان. هنا بعض الجوانب التي يمكن أن تنطوي عليها الألم العاطفي:

يمكن أن يعمل الألم العاطفي كدافع للنمو الشخصي والتطور. يمكن أن يحفز الألم الشخص على استكشاف أعمق لذاته، وتطوير قدراته العاطفية والنفسية، وتعزيز مرونته العاطفية. قد يتعلم الشخص التأقلم مع التحديات والمواجهة بشكل أفضل في المستقبل، يمكن أن يساعد الألم العاطفي الشخص على تعزيز القوة العاطفية والصمود. من خلال تجربة الألم والتغلب عليه، يمكن للشخص أن يطور قدرة أكبر على التحمل والتكيف في مواجهة التحديات العاطفية في المستقبل.

يمكن للألم العاطفي أن يعزز التعاطف والتواصل الإنساني. عندما يشعر الشخص بالألم، فإنه قد يكون أكثر قدرة على فهم معاناة الآخرين والاحترام والدعم لهم. يمكن أن يؤدي الألم الشخصي إلى تشكيل روابط أعمق وأكثر تعاطفًا مع الآخرين، ويمكن للألم العاطفي أن يفتح الأبواب للنمو الروحي والبحث عن الغايات والمعاني العميقة في الحياة. قد يساعد الألم الشخص على توجيه اهتمامه نحو الأمور الروحية والمعنوية، مما يتيح له فرصة للعثور على السلوى والتأمل والاستقرار الداخلي.

قم بالتفكير في التأثيرات الإيجابية المحتملة للألم العاطفي على حياتك. اسأل نفسك ما الدروس التي تعلمتها، وكيف يمكن للألم أن يساهم في نموك الشخصي وتطورك. قم بتسجيل أفكارك ومشاعرك في دفتر يوميات أو قم بممارسة التأمل لاستكشاف الفوائد العميقة والتعلم من الألم.

مهم أن نفهم أن هذه الجوانب الإيجابية للألم العاطفي ليست دائمًا واضحة في الفترة الأولى للتجربة الألمية، وقد يستغرق الوقت والتأمل لاستكشافها والاستفادة منها.

(بمساعدة الشوكة المغروسة في قدمي، قفزت عالياً، أعلى من كل شخص ) سورین کورکيغار