تحظى الروايات العربية مؤخرا على تركيز واهتمام الجمهور من القراء وغيرهم، وتركز الفئة الصغيرة والمتوسطة عمريا بالمجتمع على الروايات ذات طابع الغرابة والرعب وتصنيف الفانتازيا بشكل خاص بهتمامهم مؤخرا ، اصبح يُلاحظ ان الروايات المرعبة تكتسح الساحة بقوة سواء من فئة القراء او الغير قراء حتى ، فما هو سبب هذا الالتفات الغريب والسريع نحوها ، ولماذا اصبح الكُتاب يميلون لدمج الرعب في قصصهم الخيالية؟

لا يمكننا الجزم ان هذا التصنيف بقدر ما انه ينفر فئة من الناس فهو ايضا يجذب فئة اخرى من المجتمع ،حيث ان بعض محبين الرعب لا ينجذبون له فحسب بل يفضلون الغوص في ظلمات الرعب واستكشاف مافيه من خبايا واسرار ،بل وحتى قد يفرضون على انفسهم عيش حياة يحيطها طابع من الرعب مثل اهتمامهم بجمع قطع اثرية او مسكونة او تربية عناكب او تعليق الرسوم السوداوية حولهم اوحتى قد يقومو بزيارة اماكن مسكونة وغيرها من الافعال التي تجعلهم محاطين بهالة من الرعب و الكآبة  في حياتهم اليومية او حتى قد تضعهم بمواقف هم بغنى عنها لكن فضولهم اوصلهم لنقاط صعب التراجع عنها.

لذى فإن من يلجؤون لروايات او افلام الرعب يسكتون هاجس الفضول لديهم وتلك الرغبة الملحة لشعور بكل من الصدمة والغرابة والاثارة في حياتهم.

<b>لكن لماذا قد يلجئ الشخص اصلا للاتفات لما يخيفه؟</b>

تصنيف الرعب له جاذبية خاصة لأنه يثير مشاعر قوية ويمنح تجربة نفسية مكثفة هناك عدة أسباب تجعل الناس يحبونه بشدة:

1. الإثارة والأدرينالين: الخوف يحفز استجابة الجسم الفسيولوجية، مما يؤدي إلى إطلاق الأدرينالين، وهذا يعطي شعورًا بالحماس والتشويق دون مخاطر حقيقية.

2. استكشاف المجهول: البشر لديهم فضول طبيعي حول الأشياء الغامضة والمجهولة، والرعب يمنحهم فرصة لاستكشاف العوالم المخيفة والخارقة للطبيعة بطريقة آمنة.

3. التطهير العاطفي (Catharsis): مشاهدة أو قراءة الرعب تساعد في تفريغ المشاعر المكبوتة، وتمنح شعورًا بالراحة بعد انتهاء التجربة المخيفة.

4. التحدي النفسي: بعض الأشخاص يستمتعون باختبار مدى تحملهم للخوف، وكأنه نوع من التحدي الذاتي.

5. الرغبة في التحكم بالخوف: عندما نشاهد فيلم رعب أو نقرأ قصة مخيفة، نكون في بيئة آمنة، مما يعطينا إحساسًا بالسيطرة على الخوف مقارنة بالمواقف الحقيقية.

6. الارتباط الاجتماعي: تجربة الرعب مع الأصدقاء أو العائلة تعزز الروابط بينهم، حيث يتشاركون لحظات الخوف والتشويق.

7. عمق الأفكار والرمزية: كثير من قصص الرعب تحمل رسائل فلسفية أو نقدًا للمجتمع، مما يجعلها أكثر من مجرد "تخويف"، بل تجربة فكرية أيضًا.

قد يعطينا هذا بعض الاستنتاجات عن سبب ميل الكُتاب لدمج الرعب في مؤلفاتهم ،لكن لماذا اصبحت الروايات تكتسح الساحة مؤخرا؟
 استطيع ان اجزم ان السبب وراء ذلك هو طفرة الترندات و مقاطع الفيديو التي ينشرها القراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول ارائهم او التعبير عن حماستهم او حتى احزانهم على احداث حصلت برواية، وقد يصل صوتهم للمؤلف ويبدء برد عليهم ايضا بمقاطع فاصبح هناك مجتمع ضخم حول هذه المواضيع على الانترنت وبكافة التطبيقات مما ساهم بنتشارها حتى للفئات الغير مهتمة واصبح لها شعبية وصيت كبيرين في مجتمعنا العربي .

<b>تاثير بعض الروايات عقائديا</b>

لكن هل كل ما يكتب في كتب وينشر ويُشتهر يعني بظرورة انه صالح وصحي؟

ان تاثر المراهقين وغيرهم بهذه المواضيع اصبح واضح جدا بمجتمعنا حتى لو كان الكتاب علنا يتحدث باشياء تمس الدين و العقيدة او حتى شعوذة وسحر ، و من يخالفهم بنصح او الارشاد فما هو الا رجعي ومتخلف من وجهة نظرهم ، كما لو ان كل ماهو ترفيهي مقدس ولا يؤثر بضر وما هو الا لقضاء بعض الوقت الممتع ، رغم ان علميا كل ما يتعرض له الانسان يؤثر عليه بوعي او بغير وعي فكيف بتعرض الاستمراري لما يخالف الدين ،حتى لو لم يكن له تاثير واضح  او كنت تجزم ان عقديتك في محلها ولن تتزحزح ، يكفي ان تبعد عن ما يسيء الى الله جل وعلى وقد يكون هذا اضعف الايمان.

الروايات ليست كلها بالضار فكريا وعقائديا لكن غالبية الكُتاب مؤخرا اصبحت تلجئ لطرق شاذة للوصول لأكبر كم من الرعب والغرابة لايصالها للقارئ وليس بضرورة جميعهم كذلك.

ادام الله عقيدتنا الصحيحة واياكم في محلها بعيدا عن اي تهريج بغرض الترفيه.

اشتهار الروايات العربية وخاصة المرعبة في الاونة الاخيرة.

نوف الحاج

اقرأ ايضاّ