احتضان عيوبك: 6 استراتيجيات تعزز قوة قبول الذات لديك

إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوع
نشرت:
وقت القراءة: دقائق
احتضان عيوبك: 6 استراتيجيات تعزز قوة قبول الذات لديك

هل شعرت يومًا بأنك في صراع ورفض لذاتك؟ هل جلست يومًا تعاتب نفسك على بعض الأمور التي تظّن أنها مرفوضة بينك وبينها؟ ماذا لو عقدت صلحًا مع الذات وتقبلت كل نقاط القوة والضعف فيها؟ حتمًا ستكون أفضل من أي وقتٍ مضى، تحديدًا بإيمانك بأن الإنسان لا يكون كاملًا؛ فإن الكمال لله وحده، أنت في دوامة حياة متقلبة وتصادف أشخاصًا بصفات وشخصيات مختلفة؛ لذلك تحتاج بشدة إلى استراتيجيات تجعلك تعزز قوة قبول الذات حتى تتمكن لاحقًا من قبول الآخرين بكل بساطة.

قوة قبول الذات Power of Self-Acceptance

احتضان عيوبك: 6 استراتيجيات تعزز قوة قبول الذات لديك

نعم إن قبول الذات قوة بحد ذاتها، فأن تكون متقبلًا لعيوبك قبل إيجابياتك يعني أنك متصالح تمامًا معها، وتعتبر هذه الخطوة ركيزة أساسية لتكون ناجحًا عامةً في علاقاتك الشخصية والاجتماعية على حدِ سواء، كما يجعلك الأمر تفكر بطريقة إيجابية بحتة وتتقبل عيوب وسلبيات الآخرين أيضًا.

يشار إلى أن الدراسات العلمية التي أجريت في صدد التمتع بقوة قبول الذات والتصالح معها؛ إلى أن الإنسان الذي يتمتع بهذه السمة يكون أفضل صحة من الناحية البدنية والعقلية، كما أنه أقل عرضة للأمراض العقلية التي تؤثر على حياته منها القلق.

في الحقيقة إن الفئة التي تعاني من رفض الذات كليًا أو بعض الصفات والخصائص السلبية؛ يظهر عليها الحرج والاضطراب والخجل بالمجمل، ما يؤثر على الثقة بالنفس وقوة الشخصية عامةً، لذلك لا بد من اللجوء إلى اتباع استراتيجيات وطرق تأخذ بيد الإنسان نحو التصالح وقبول الذات؛ حتى يكون قادرًا على تطويرها وتحسينها وجعلها أفضل من أي وقتٍ مضى.


اقرأ ايضا

    كيفية تعزيز قوة قبول الذات

    احتضان عيوبك: 6 استراتيجيات تعزز قوة قبول الذات لديك

    هناك العديد من الطرق والاستراتيجيات التي تأخذ بيدك نحو تعزيز قوة قبول الذات في أعماقك، وتولد لديك الثقة الزائدة بالنفس وجعلها أكثر استقرارًا وطمأنينة، ومن هذه الطرق ما يلي:

    1. التحدث الذاتي Self-Talk

    يمكنك السماح لي بأن أشير لهذه الطريقة بأنها مونولوج داخلي تخاطب به نفسك وتمنحها جرعة من الثقة والطمأنينة، كأن تربت عليها وتخبرها بأنك تستحق، أو اكتفيت فعلًا، وكأن تخبر نفسك بأن الأخطاء والإخفاقات لا تعني نهاية المطاف ولا الدنيا؛ ما زال هناك المزيد من الفرص والخيارات أمامك متاحة للتعديل أو محاولة جديدة.

    من الضروري التخلي عن فكرة التأنيب المبالغ به؛ فإن ذلك يودي بك إلى مهاوي انعدام الثقة بالنفس وعدم القدرة على قبول نفسك، فأنت إنسان في نهاية المطاف وأخطاؤك متوقعة.

    2. البحث عن الاقتباسات الملهمة

    عند السعي لقراءة الاقتباسات والعبارات الملهمة حول تعميق أواصر العلاقة بينك وبين ذاتك؛ فإنك ستكون على أعتاب نقلة نوعية من الصلح والثقة الزائدة بالنفس وغيرها، لا تلغي هذه الفكرة وحاول تطبيقها وتجربتها.

    3. الاعتراف بالإنسانية المطلقة بعيوبها وإيجابياتها

    عند وصولك مرحلة الإيمان المطلق بأنك مجرد إنسان يخطئ ويصيب، ولا يمكن أن تكون كاملًا فإن الكمال لله وحده -سبحانه وتعالى- ستكون بهذه الحالة مددت يد الصلح لنفسك وأبدعت في تقبلها كما هي، إن أخطأت أو أصابت فإنها في كلتا الحالتين مصدر ثقة.

    4. الاعتراف بقائمة الإنجازات

    الإنسان السلبي ينظر دومًا فقط إلى عيوبه وسلبياته، إلا أنك يجب أن تكون متزنًا حتى تتمكن من الاعتراف بنقاط القوة والضعف على حدِ سواء، فإنك بهذه الحالة مطالب بوضع قائمة إنجازاتك نصب عينيك حتى تتذكر ما جئت به من صنع عظيم.

    ليس من الضروري أن تكون الإنجازات مجرد نجاح بأعلى المراتب والمناصب، بل أنك حتى دعمك لأسرتك بأصعب الأوقات يعتبر إنجاز بحد ذاته.

    5. العدل في الحكم على النفس

    ليس من الإنصاف والعدل أن تكون قاسيًا على نفسك إطلاقًا، كما تنتقدها بصفاتها السلبية؛ عليك تعظيم النقاط الإيجابية أيضًا والمقارنة بينهما، فإن المبالغة في ظلم النفس سيكون أثره وخيمًا عليك؛ ما يجعل الثقة بالنفس متزعزعة جدًا.

    هناك نصيحة بأن تدوّن كل ما تشعر بأنه تصرف سلبي يلازمك في قائمة لتكون أكثر تدقيقًا وإمعانًا للنظر بهذه التفاصيل، كأن تكون عاجزًا عن القيام بأمر معين يهمك، ثم التعمق بتفاصيله حتى تقنع ذاتك بأنك قادر على فعله في حال تدربّت مثلًا عليه، ما يجعلك تحفز نفسك نحو الأفضل والمضي نحو النجاح.

    لكن حتى وإن لم تتمكن من إنجاز مهمة ما؛ لا يعني فشلك إطلاقًا، بل تذكر بأنك لست مطالبًا بأن تكون ملمًا بجميع المهام والوظائف المحيطة بك،

    6. تقييم لحظات التفكير السلبي

    إذا تواردت لديك فكرة بأنك سيء للغاية في أمرٍ ما وبدأ نطاق التفكير يتسع أكثر فأكثر، فإنك بهذه اللحظة مطالب بأن تطرح على نفسك سؤال ماذا بعد التفكير السلبي وما النتيجة التي سأحصدها بعد أن دخلت بهذه الموجة من صراع الذات؟

    إذًا أنت بحاجة ماسة للخروج بنتيجة إما التصالح مع الذات والإقرار بالخطأ، ثم المضي قدمًا نحو تصويبه وليس الوقوف مكتوف الأيدي، فإن التأنيب دون جعل الأمور أفضل ليس له أي قيمة.

    الفرق بين قبول الذات Self Acceptance واحترام الذات Self Esteem

    يخلط الكثير بين مصطلحّي قبول الذات واحترام الذات، فإن هناك اختلاف ملحوظ بينهما عند إمعان النظر، فإن احترام الذات Self Esteem يتضمن شعورًا مرموقًا من الاعتراف بإيجابيات الذات وتعظيم الإنجازات وما جاءت به من تجارب جيدة؛ ما يجعل الفرد أكثر قدرة على مواجهة المواقف الحياتية الصعبة.

    تشير الدراسات ذات العلاقة في المجال والتي أجريت عام 2017م إلى أن احترام الذات أمر مهم جدًا يظهر على الإنسان بطريقة واضحة؛ إذ يكون أقل قلقًا وتوترًا واكتئابًا، أما الإنسان الذي يعاني من تزعزع الاحترام لنفسه فإنه متوتر وقلق أغلب الأوقات.

    إضافةً إلى ما تقدّم؛ فإن قبول الذات واحترام الذات مرتبطان جدًا، فإن احترامك لذاتك تلقائيًا يلازمه قبولها والتصالح معها؛ ما يجعلك تحتضنها من جميع النواحي والاهتمام بما لديها من نقاط قوة وتطويرها، وعلاج نقاط الضعف.

    ختامًا، فإن قبول الذات قوة لا بد من التمتع بها حتى تكون قادرًا على بناء شخصية قوية ولديها الثقة الكافية، كما أنك بهذه الحالة تكون أكثر قدرة على التخلص من الاكتئاب والقلق والتوتر، ما يجعلك شخص متزن.

    المراجع

    The Power of Self-Acceptance

    What Is Self-Acceptance? 25 Exercises + Definition & Quotes

    إيمان الحياري

    إيمان الحياري

    كاتبة محتوى تقني ومنوع

    كاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ