أنواع الشخصيات وأفضل الطرق للتعامل معها بفعالية

Ahmad eshoush

فنان تشكيلي وكاتب محتوى إبداعي متنوع

متابعة

ثمة خطأ فادح نقع فيه أغلب الأحيان في علاقاتنا مع الآخرين، وقد يكون له ثمنه الباهض أحيانا، الذي ليس من الضروري علينا أن ندفعه لو كنا أكثر وعيا وتنبها.

يتلخص هذا الخطأ في الاعتقاد بأن الأشخاص المحيطين بنا يجب أن يكونوا مثلنا، يفكرون كما نفكر، ويتفاعلون مع العالم من حولهم كما نفعل، ويتخذون قراراتهم بنفس الطريقة التي نتخذها بها، ويجب أن تكون لهم نفس الأولويات التي لدينا، ولهم ردود الأفعال التي ينبغي أن تتطابق مع ردود أفعالنا، ويشعرون حيال الأحداث والمواقف المختلفة كما نشعر.

وهذا ما يجعلنا نتفاجئ جدا حين نرى أنهم لم يسلكوا نفس المسار الذي ينسجم مع توقعاتنا، ومع ما كنا سنفعله نحن لو كنا في نفس مكانهم، وربما مما قد يوقعنا في نزاعات وصراعات لن تكون محمودة العواقب، وخيبات أمل كبيرة لم يكن سببها إلا وهم الاعتقاد بأننا كبشر يجب أن نكون متشابهين إلى حد التطابق، في أفكارنا ومشاعرنا وتفضيلاتنا وطريقة تفاعلنا مع العالم، لتكون المفاجأة أن الأمر ليس هكذا مطلقا.

فكثيرا ما تجد الآباء مثلا، يصابون بخيبات أمل كبيرة، حينما لا يجدون أبناءهم يتبنون نفس وجهات نظرهم، وطرق تفاعلهم مع العالم من حولهم، وليست لهم الأولويات ذاتها التي لديهم، وربما يحاولون إرغامهم على تبنيها، وقد يحدث مثل هذا كثيرا مع الأزواج، فيقعون فريسة سهلة للخلافات والنزاعات، نتيجة لعدم الوعي بالاختلافات المحتمل وجودها بين شخصية كل منهما.

إن الشخصيات الإنسانية تختلف اختلافاً كبيراً فيما بينها، فلكل نمط من أنماطها طريقته المختلفة في التفاعل مع العالم من حوله، وأولوياتها المتباينة، وتفضيلاتها التي تنسجم مع طبيعتها، وطريقتها المختلفة في بناء قناعاتها واتخاذ قراراتها.

فهناك الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية قوية وحضور مميز، وهناك الأشخاص الذين يتصفون بشخصية خجولة وحساسة، والأشخاص الذين يتمتعون بشخصية مرحة واجتماعية، وهناك الأشخاص الذين يتميزون بشخصية جادة وعملية، ومن الطبيعي أن يترك هذا أثره المختلف في مجمل حياة الشخص، وفي معظم شؤونها ومساراتها.

ما هو تعريف الشخصية؟

تعددت أيضا تعريفات الشخصية وكثرت نتيجة لزاويا نظر الدارسين إليها وتوجهاتهم وتخصصاتهم، فكان لعلماء النفس تعريفاتهم، و لعلماء الاجتماع تعريفاتهم، وللفلاسفة تعريفاتهم، ولسنا هنا بالطبع في صدد الخوص في تفصيلات تعاريفها، ونكتفي بذكر واحد منها قد يكون من أكثرها شمولا وإحاطة بجوانبها المختلفة، وهو تعريف آيزنك الذي يشير إلى "ذلك التنظيم الثابت والدائم إلى حد ما، لطباع الفرد ومزاجه وعقله وبنيته الجسمية، والذي يحدد توافقه الفريد مع بيئته".

فالشخصية تعبر عن مجموعة من الصفات والسمات المميزة للشخص، والتي تكونت نتيجة لعوامل عديدة فطرية ومكتسبة، تؤثر بشكل كبير في طريقة تفاعله مع العالم من حوله، وتطبعها بطابع خاص يتفرد به ويميزه عن الآخرين.

ما هي أنواع الشخصيات؟

كما أن هناك العديد من الطرق أيضا لتصنيف الشخصيات، فهناك التصنيفات التي تعتمد على العوامل النفسية، مثل:

نظرية الأنماط الشخصية

التي تشير إلى وجود أربعة أنماط شخصية أساسية، وهي

الشخصية المنفتحة: حيث تتميز هذه الشخصية بالنشاط والمشاركة الاجتماعية، والحماس لخوض التجارب الجديدة.

الشخصية الانطوائية: والتي تتميز بالهدوء والميل إلى العزلة والانطوائية، والتركيز على الذات.

الشخصية العاطفية: وتتصف هذه الشخصية بالعواطف القوية والاهتمام الكبير بالعلاقات الشخصية.

الشخصية العقلانية: وتتميز هذه الشخصية بالتفكير المنطقي، والاهتمام بالتحليل والأرقام.

نظرية العوامل الخمس الكبرى

وتؤكد هذه النظرية أن هناك خمسة عوامل رئيسية تؤثر على الشخصية، وهي:

الانبساط: الذي يشير إلى الميل للنشاط الاجتماعي وحب التفاعل مع الآخرين.

الانطواء: والذي يشير إلى الميل للهدوء والانطوائية والتركيز على الذات.

الضمير: ويشير إلى الالتزام بالمعايير الاجتماعية والأخلاقية.

الانفتاح على الخبرة: ويشير إلى الميل للتجارب الجديدة والتعلم المستمر.

العصبية: والتي تشير إلى الميل للقلق والتوتر.

وهناك أيضاً التصنيفات التي تعتمد على العوامل السلوكية، مثل:

نظرية سيكولوجية الشخصية:

والتي تقترح ثلاثة أنواع أساسية للشخصية، وهي:

الشخصية التوافقية: حيث يتميز هذا النوع من الشخصية بالميل إلى التعاون مع الآخرين، واحترام القواعد والمعايير الاجتماعية.

الشخصية غير التوافقية: والتي تتميز بالميل إلى الاستقلالية والرفض للقواعد والمعايير الاجتماعية.

الشخصية الانفعالية: ويتصف هذا النوع من الشخصية بالميل إلى الانفعال والتغير السريع في المزاج.

كما أن هناك العديد من الطرق الأخرى لتصنيف الشخصيات، ولكن القاسم المشترك بين جميع هذه التصنيفات هو أن الشخصية هي مجموعة من السمات السلوكية والنفسية التي تحدد طريقة تفاعل الشخص مع العالم من حوله.

كيفية التعامل مع هذه الأنواع المختلفة من الشخصيات؟

لا بد أن يكون لهذه الشخصيات المختلفة طرقها المختلفة أيضا للتعامل معها، وسيكون من الخطأ الشديد التعامل معها جميعا بالطريقة ذاتها، كما أن معرفة الصفات التي تمتاز بها كل شخصية عن الأخرى وفهمها تسهل كثيرا من إمكانية التواصل الفعال معها، وبناء علاقات متينة ومثمرة.

وهنا سنتعرف على أهم النصائح حول كيفية التعامل بفعالية مع الشخصيات المختلفة كل بما يناسبها.

الشخصية المنفتحة: سيتطلب التعامل معها بفعالية أن تكون:

الشخصية الانطوائية: يتطلب التواصل الفعال معها أن:

الشخصية العقلانية: يتطلب الأمر هنا مع الشخصية العقلانية أن تكون:

الضمير: مع مثل هذا النوع من الشخصيات عليك أن تكون:

الانفتاح على الخبرة: يتطلب الأمر هنا أن تكون:

العصبية: أما مع الشخصية العصبية فيجب أن تكون:

خلاصة القول

خلاصة القول أن للشخصيات الانسانية أنواعها المختلفة وميزاتها المختلفة التي تميز كلا منها عن الأخرى، ولابد من فهم هذه الميزات ووعيها جيدا في تعاملنا مع هذه الشخصيات، إذا أردنا أن نتواصل معها بفعالية، ونبني معها علاقة متينة ومثمرة، حيث أن لكل من هذه الشخصيات طريقتها الخاصة في التفاعل مع العالم من حولها.

ومن المهم أيضا أن نتذكر أن كل شخص لديه شخصيته الفريدة والمميزة، والتي علينا أن نتعامل معها باحترام وتقدير، بغض النظر عن نوعها أو شكلها، وعدم الضغط عليها وإكراهها على التطابق معنا، وتبني طرائقنا في الحياة التي قد لا تتناسب معها.

المراجع:

الأبعاد الأساسية للشخصية / الدكتور أحمد محمد عبد الخالق

https://www.psychologytoday.com/intl