أماني والخذلان الأخير

حليمة  التازي
حليمة التازي
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

وسط الاسى والأسى فتاه ينخر الروح بصمت فتفر من بؤسها وترتمي بأحضان الألم ...والحضن أفاك وجوه تمر و تجعلك سجينها . ثم تعبرك لتسرق أجمل مافيك وتهديك اسوأ مافيها"

هذه آخر كلمات نظمتها أماني ،بعد انكسارها الأخير،وكأنها تسدل الستارة عن مسرحية العلاقات وقدسيتها ،تحكي قصة خذلان ،جعلها تبحث سريعا عن أي حضن آخر يأوي مأساتها ،فتكون بذلك كمن يلقي نفسه من برج عال محترق خوف الاحتراق ألى شاطئ اسفله حجارة فتنكسر بدل المرة ألف .

العلاقات أصعب امتحان يمكن أن يمر على الإنسان ،فهي موطن عدوى سريع سواء بالإيجاب أو السلب ،تشعبات نفسية تطال أي علاقة يريد أن ينشئها الإنسان ،او طبيعته الإنسانية تحتم عليه ذلك .

في العلاقات ،كيفما كان نوعها ،كل يتعامل حسب طاقته معرفته رؤيته للأمور ،البيئة التربية الجينات ...كلها تلعب دورا في تركيبة هاته العلاقات ومدى سُمِّيتها أو سلامتها ، والمهارات في تكوين علاقات صحية تتفاوت من شخص لآخر من ضعيف الى مبدع .

أن أخلق علاقة صحية وأحاول سحب الطرف الآخر من منطقته السامة الى منطقتي الصحية ،أو العكس أن أتخلى عن الأفكار التي قد تجعلني الطرف السام في العلاقة ،هي مهارة ممكن أن أعمل عليها مع المدة ،وأن أوازن بين الخلطة والوحدة أمر لابد منه ،فمقدار زائد من الخلطة يفسد القلب ،وزائده من الوحدة يوحشه .التوازن في العلاقات وفي الإقبال والإدبار في الخلطة والوحدة مهارة تورث الهناء .

احتسابي للأجر في احتكاكي بالآخرين ،ليس بمثتضى كوني الضحية دائما ،بل حتى بكوني قليلة خبرة فأجاهد نفسي على مسك لجام التدبير في هاته العلاقات بين إرخائه وإمساكه حتى يستقيم الحال فلاأظلم ولاأُظلم .

أماني والخذلان الأخير

خربشات قلم مسائية ✍️ح.ت

حليمة  التازي

حليمة التازي

حليمة التازي

مساحة حرة أضيئ فيها عتمة الأفكار بسراج القلم ،قد تكون أفكارا من وحي الخيال ولاتعبر عن واقع شخصي ،أو ربما تأملات من وحي المعاش .

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ