أكبر اللصوص

محمد  سيف
كاتب وصانع محتوى
وقت القراءة: دقائق

هل سمعت عزيزي القارئ عن أكبر اللصوص؟ هل يمكنك مصاحبة ذلك اللص وجعله صديقك الحميم؟!

نعم عزيزي القارئ كثير من الناس على ظهر هذه البسيطة يصاحبون ذلك اللص بل هو صديقهم المفضل الذي لا يمكنهم الاستغناء عنه مع أنه يسرقهم باستمرار بوعي منهم أو بدون وعي.

هل عرفت ذلك اللص؟! هل عرفت أكبر اللصوص؟!

إنه الهاتف المحمول أكبر اللصوص في عصرنا الحالي إنه لص محترف وخطير سرق أعمارنا وعقولنا وأرواحنا وأوقاتنا السعيدة سرق أجمل لحظات حياتنا.

                           أكبر اللصوص

والعجيب أننا نحن من أدخله إلى بيوتنا وحياتنا فسرق كل ما هو جميل فينا سرق منا علاقتنا بوالدينا سرق علاقتنا مع أطفالنا وعلاقتنا مع خالقنا سرق منا الأوقات التي كنا نقضيها في تلاوة القرآن الكريم وتدبر آياته سرق منا الأوقات التي كنا نقضيها في قراءة الكتب القراءة التي هي غذاء الروح والعقل فأصبحت أرواحنا وعقولنا أسرى لدى ذلك اللص يفعل بها ما يشاء.

سرق منا الأوقات التي كنا نجتمع فيها مع الأسرة أو الأقارب والعائلة أو الأصدقاء للعب

لم يكتف ذلك اللص بالسرقة بل أصابنا بكثير من الأمراض العضوية كضعف النظر والصداع والصرع كما أصاب نفوسنا وعقولنا بأمراض الخمول والقلق والوسواس والاكتئاب والتوهان وعدم التركيز والزهايمر.

أصبح هذا اللص الخطير صديقنا الحميم الذي لا نستطيع أن نفارقه منذ لحظة الاستيقاظ من النوم صباحا إلى لحظة الخلود إلى النوم مساء بل ونصطحب هذا اللص في كل مكان نذهب إليه فهو رفيقنا الدائم كظلنا الذي لا يفارقنا.

لكن كيف استطاع ذلك اللص التسلل إلى حياتنا؟!

من أعطاه هذا الحق في سلبنا أغلى ما نملك؟!

الإجابة قولا واحدا هي: نحن من أعطيناه ذلك الحق نحن من أدخلناه إلى حياتنا نحن جعلناه صديقنا الدائم جعلناه يتحكم في حياتنا وعقولنا وأرواحنا باستسلامنا له استسلاما تاما وإدماننا له بشكل دائم فضلناه على كثير من الأشياء التي كنا نفعلها وآثرنا الجلوس إلى جواره طيلة الوقت رغبة في الحصول على المتعة الزائفة التي يعطيها إيانا

فهو يشعرنا بالسعادة يسلينا يضحكنا يلاعبنا يشغل أوقات فراغنا تلك هي متعته الزائفة

والسؤال الآن هل يمكن الاستغناء عن الهاتف المحمول؟

والجواب بالطبع لا لكن ينبغي لنا ألا نسمح له بأن يسرق أجمل لحظات حياتنا لا يجب أن نسمح له بسرقة أعمارنا وأوقاتنا التي سنسأل عنها أمام الله يوم القيامة لا يجب أن نستسلم لذلك اللص استسلاما يجعلنا أشباه آلات أو أشباه بشر.

يجب أن نستخدمه فقط بما يخدم مصالحنا وييسر أمورنا ويحل مشاكلنا ولتكن أوقاته معنا وفق حاجتنا الفعلية إليه يجب كسر هذا التلاصق والارتباط المرضي بيننا وبينه ذلك الارتباط الذي اختزل الحياة كلها في ذلك الجهاز الصغير فالحياة أجمل من أن يتم اختزالها بهذا الشكل والعمر أغلى من تضييعه مع ذلك الجهاز.

ينبغي أن نكون نحن المتحكمين المسيطرين على ذلك اللص يجب أن نبقيه حبيس إرادتنا ورغباتنا وأن يكون عقلنا هو الحارس الأمين الذي يحمينا من سرقات ذلك اللص ومنع تسلله خفية إلى حياتنا.

محمد  سيف

محمد سيف

كاتب وصانع محتوى

كاتب وصانع محتوى

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ