كيف تجعل أبنائك لا ينجذبون للأجهزة الحديثة ووسائل التواصل طول اليوم
كيف تجعلي ابنك لا ينجذب للأجهزة الحديثة ومواقع التواصل طول اليوم
كتبت/ أسماء خليل

بعدما حدثت الثورة الفرنسية حل زمن البروليتاريا، فحلت الآلة مكان الإنسان وأصبحت المصانع تكتفي بأقل عدد من العمال ليتقلص دور البشر إلى ُرفات.
إنني أخشى ما أخشاه الآن على أبنائنا أن تحل الأجهزة الحديثة بشكل كلي محل البشر المتمثلين في الأب والأم على وجه الخصوص، وباقي الأسرة على وجه العموم..

أين البصمة الحقيقية لكل ابن أو ابنة عن الآخرين، لقد أصبح الجميع متشابهين. إنني بالفترة الأخيرة وضعت نصب عيني مجموعة من الطلاب كدراسة عشوائية عن التربية الحديثة.. وجدت الآتي..
إنَّ الابن المُتعطش للحنان، الغير مبتكر.. تجد والدته تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أكبر عدد ممكن من الساعات.. وذلك يعني ويُنبئ عن غياب دور الألم في التربية.. بالإضافة إلى غياب دور الأب كرب أسرة..

إذن لابد الآن البدء بالاهتمام بأمر أبنائنا.. بل الاهتمام بالحياة! نعم فإنهم الحياة.. فبسعادتهم نسعد.. وبشقائهم نشقي..
على الوالدين اتباع تلك الخطوات لنجعل أولادنا يقلعوا عن العادات الخاطئة التي استشرت الفترة الأخيرة،
وهي انجذاب الأبناء وبشكل كلي عقلًا وروحًا لوسائل التواصل وما يخصها.. إنها أضحت تربى أبناءنا بدلًا منا.. سأخص الألم في البداية فهي أساس الأسرة.. عليها الآتي :

أولًا: الاستعانة بصورة تجعلها قدوة للأبناء كالأب على سبيل المثال، وتظل تحفزهم بأن أبيهم سيمنحهم الجوائز حينما يأتي من العمل، مقابل ما يصنعونه من تصرفات صحيحة.
-ثانيًا: البدء بالأم نفسها بالإقلاع عن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وعدم التعامل معها إلا للعمل أو السؤال عن المعارف أو الترويح عن النفس وفي أضيق الحدود، ولا تظل طوال اليوم ممسكة بالهاتف أمام أطفالها.
ثالثًا-البدء بوضع خطة للتربية مهما كان سن الابن أو الابنة.. والسعي وتجميع المعلومات عن أفضل طرق التربية.

-رابعًا: التربية بإسلوب الثواب والعقاب.. فمن يتبع التعاليم يتم ثوابه ومنحه الهدايا.. ومن يُخالف يتم عقابه بعدم منحه الجوائز، لا يكون العقاب عن طريق الجسد، ولكن بالحرمان من الخروج للتنزه أو أي شيء يحبه الابن، لأن الضرب واللوم لا يصنع الرجال.

-خامسًا: الأحضان والقبلات الدائمة.. وعدم إشعار الابن أنه إذا تفوق نحبه وإذا لم يتفوق
لا نحبه.. فسيرتبط عقل الابن بالحب المشروط ويعلم أن أبواه لا يحبانه بشكل مطلق بل بسب، وذلك سيجعل عقله في خلل فكري وعاطفي.
سادسًا-التوجيه الدائم وذلك في أثناء حكي بعض القصص فإن الأطفال لا يحبون النصائح الموجهة.. فما أجمل القصص في
تبليغ أعظم الرسالات مهما بلغ عمر الابن! .. فكل سن له قصصه المناسبة.. ولو أن تنتقي الأم بشكل يومي قد أعدته ُمسبقًا قصة تحكيها أثناء تناول وجبة الغداء أو العشاء، تغرس فيها بعض القيم مثل حب العمل والتعاون ومساعدة

الآخرين وحب الوطن.
سابعًا-وبالطبع كل النصائح التي ما برح الجميع يسمعها بشكل يومي.. وهي عدم شجار الأب والأم أمام الأبناء، وعدم التحدث في الأمور الخاصة، لكي ينشأ الأبناء بدون عقد نفسية.
-- ثامنًا: تحقيق نوع من الترفيه الموازي لما يحدثه الهاتف ويتركه من سعادة على الطفل، كالخروج للتنزه بشكل منتظم والترفيه عن الطفل بما يحبه.
-تاسعًا: أن تنمي الأم مواهب الطفل وتلعب معه..كأن يرسم الأبناء سويًا وتحمسه
لممارسة لعبة رياضية، وتتفنن في جعل وقته ممتعًا فهناك أشياء واختراعات بسيطة يحب الابن أو الابنة مشاركة الألم
بها، كأن يقوموا بصنع الشمع الملون.. أو أشغال الأركت.. أو طهو أكلة جديدة.. أو الرسم على اللوح الزجاجية.. وما أكثر الأفكار على شبكة الإنترنت..
-عاشرًا: غرس الأم روح العمل داخل الأبناء عن طريق اللعب..الأهم أن يتوفر بحياة الأبناء شيئًا يمنعهم أكثر من الهواتف.
أما ما يقوم به الأب لتقويم أبناءه بشكل صحيح ومحاولة جذبهم للحياة بدلًا من الهاتف.. فهو كاآلتي:
-أولًا: أن يتفق الأب مع الأم في منهجها التربوي مع الأبناء.. وهذه أهم نقطة.
-ثانيًا: صلاح الأب وتحليه بالصفات الحسنة، التي تجعل منه قدوة أمام أبنائه.
-ثالثًا: رغم أن الأب مشغول طوال الوقت.. لكن ينبغي أن يحرص على المكوث في المنزل مع الأبناء، فوجود الأب في
المنزل صامتًا تربية.. فيحاول الأب مناقشة أبنائه ما أمكن والربت على كتفهم واحتضانهم وأن يفصل مشاكله
بالعمل عن أبنائه.. وليعلم الأب أن كل تصرف نابع منه إنما يرسخ
به قيمة في ذهن أبناءه.
-رابعًا: يقوم الأب بالترفيه عن أبنائه ما استطاع بأن يأخذهم للأقارب أو أي وسيلة للتنزه وحكي حكايات الماضي
بشكل ممتع، حتى يكون هو إحدى الوسائل البديلة لشاشات الهواتف التي مابرح العلم الحديث يومًا بعد يوم يحكي
لنا عن أضرارها.
وأخيرًا، الأبناء هم أمانة نحن مسؤلون عنها.. ليس دورهم في الحياة فقط أن يمنحوا ذويهم لقب أب وأم.. إنما هم بناء العمر فيجب على الجميع أن يبني بيته بأفضل الوسائل..
لا بأس أن يكن للأبناء حظا من التسلي بألعاب والهواتف والاندماج مع وسائل التواصل الاجتماعي.. ولكن لساعة ليس وفقط، أي وقت محدد من اليوم كمكافأة.
إن أبناء اليوم هم رجال ونساء الغد، لذلك فالأبوان عليهما مسؤولية ليست سهلة تجاه المجتمع.