
في قرية صغيرة تقع بين الجبال، عاش نحات عجيب يدعى أيوب، لم يكن أيوب يصنع تماثيل من الرخام أو الحجر فحسب، بل كان يحوّل أحزان الناس وأفراحهم إلى منحوتات صغيرة يضعها في ورشته المتواضعة.
ذات يوم، دخل عليه شاب يائس، حاملاً بين يديه إناءً خزفياً جميلاً قد تحطم إلى قطع صغيرة، قال الشاب بصوت حزين: لقد سقط مني، وهو أغلى ما أملك، انظر إليه، لم يعد سوى شظايا لا فائدة منها.
أخذ أيوب الإناء، وبدلاً أن ينظر إلى القطع بعين الأسف، أخذ يقلبها بين أصابعه الماهرة مبتسماً، ثم قال للشاب: أعطني هذا الكنز.
استغرب الشاب من كلمة " كنز"، لكنه وثق في حكمة النحات، بعد أيام، عاد الشاب إلى الورشة فلم يصدق ما رأى، لقد صنع أيوب من قطع الخزف المحطمة لوحة فسيفساء رائعة، تلتقط ضوء الشمس بألوان أكثر بهجة مما كان عليه الإناء الأصلي.
كانت الخطوط المتشققة والكسور قد شكلت نمطاً جديداً فريداً، يروي قصة صمود وجمال مختلف.
قال أيوب للشاب وهو يشير إلى اللوحة: " لا تنظر إلى القطع المكسورة على أنها نهاية شيء جميل، بل هي بداية لشيء مختلف جميل، الجرح هو المكان الذي يدخل منه النور ليكشف عن قوة لم تكن تعرف أنك تملكها".
منذ تلك اللحظة، أدرك الشاب أن الحياة لا تكمن في تجنب الكسور، بل في فن تركيبها من جديد لتصنع منها نقشاً أكثر روعة.
الجروح والكسور ليست نهاية الجمال، بل يمكن أن تكون مادة خام لصنع جمال جديد وقوة متجددة، إذا نظرنا إليها بعين الحكمة والإصرار.
