أفكار إبداعية لاستكشاف فرص التغيير والتطور في سنة 2024

Ahmad eshoush
فنان تشكيلي وكاتب محتوى إبداعي متنوع
نشرت:
وقت القراءة: دقائق
2024- أفكار إبداعية لاستكشاف فرص التغيير والتطور2024- أفكار إبداعية لاستكشاف فرص التغيير والتطور

قبل مدة من الزمن حدثت معي هذه القصة الطريفة، والتي تركت تأثيرها الكبير في طريقة رؤيتي للأمور وفهمها والتعامل معها، فبينما كنت في ذلك الوقت أهم بتجهيز نفسي للذهاب إلى موعد لي مع أحد الأشخاص، فاجأني صديق لي اسمه سعيد بزيارة غير متوقعة، وقبل أن يغادر جاءني أيضا صديق اسمه تيسير، مكثا بعض الوقت ثم استأذنت منهما لألحق بموعدي.

جهزت نفسي سريعا، وفيما كنت أهم بالخروج أمسكت زوجتي بيدي وقالت: لا تذهب. سألتها متعجبا عن السبب، فقالت أنها رأت رؤيا مزعجة بينما غفت قليلا، وأنها غير مرتاحة للأمر، فقلت لها بشكل عفوي: أنا أيضا رأيت رؤيا لكنها أفضل، وفي اليقظة لا في المنام.

2024- أفكار إبداعية لاستكشاف فرص التغيير والتطور2024- أفكار إبداعية لاستكشاف فرص التغيير والتطور

سألتني ما الذي رأيته؟ قلت لها: قبل قليل جاءني سعيد أليس كذلك؟ قالت بلى. قلت: وقبل أن يغادر سعيد جاء تيسير قالت: نعم. قلت: إذن ثمة ما يقول لي "خليك سعيد يأتيك التيسير". ابتسمت زوجتى وهدأت أساريرها، وتركتني أذهب لموعدي وهي أكثر طمأنينة.

هذه القصة التي حدثت بعفوية تامة، جعلتني أعيد النظر في أمور كثيرة في الحياة، وفي طريقة فهمي لها، وأتفنن أحيانا في استكشاف زوايا إبداعية لقراءتها، والجوانب الايجابية المحتملة فيها.

هل نحتاج حقا إلى أن نكون مبدعين في التعامل مع أمورنا الحياتية؟


اقرأ ايضا

    إنه ومما لا شك فيه أن التفكير بطريقة إبداعية، أي "التفكير خارج الصندوق"، له أهميته الكبرى في الوصول إلى نتائج مختلفة، وضرورته الملحة لمن يسعى إلى التغيير والتطور، ذلك أن التفكير "داخل الصندوق" المعتاد لنا غالبا لن يسمح لنا بالوصول إلى نتائج جديدة، وإنما سيجعلنا نعيد تكرار نتائجنا القديمة نفسها في كل مرة، والتي على الأرجح أننا لا نريدها.

    سيناريوهات العام الجديد

    مع كل بداية عام، نكون متحمسين لاتخاذ خطوات أو بناء خطط، من شأنها أن تحدث تغييرا في مسارات حياتنا، وفي مختلف جوانبها، ونكون راغبين بتحسين أوضاعنا الصحية والمهنية وتحسين دخلنا وعلاقاتنا الاجتماعية وغيرها، وربما نقوم بالفعل بوضع خطط مستفيضة لتحقيق ذلك لكن...

    يحدث شيء غريب! حيث أننا نجد أنفسنا تلقائيا نعيد سيناريو العام المنصرم بكل حذافيره، وتذهب كل مخططاتنا أدراج الرياح.

    ما الذي حدث؟

    إنه ببساطة التفكير "داخل الصندوق"، الذي لا يسمح لنا بمغادرته، ويحرص على إبقائنا داخله عاما بعد عام، ويوهمنا أنه يحمينا من مخاطر الخروج، ويقنعنا بأنه لا جدوى من المحاولة، فكل تجاربنا السابقة تقول ذلك وكل المؤشرات تدل عليه وكل الطرق تقود إليه..التغيير صعب ..الفرص محدودة جدا..المخاطر كبيرة ..الطريق شديدة الوعورة ..جربت كثيرا ولم يفلح الأمر ..كان غيرك أشطر، والكثير من الجمل والأفكار المثبطة التي يقترحها علينا، والتي لا تلبث أن تثنينا عن مساعينا وتعيدنا أدراجنا إلى الوراء مسلمين بالأمر الواقع.

    أفكار عملية لجعل العام الجديد فرصة لانطلاقة ناجحة

    تحدى الصندوق: ستكون النقطة الأولى المهمة جدا التي عليك أن تكون واعيا بها هي الانتباه للأفكار التي سيقترحها عليك صندوق ذاكرتك وتجاربك السابقة وتحديها وتفنيدها، فإذا قال لك مثلا: أن تجاربك السابقة تؤكد على احتمالية فشلك، فقل: لا شيء يمنع من القيام بمحاولة جديدة، كما أن وجود محاولات فاشلة لا يعني أبدا أن كل المحاولات التالية لها سوف تكون فاشلة.

    خطوات صغيرة: يدفعنا الحماس غالبا للتطلع إلى تحقيق إنجازات كبيرة وأهداف عظيمة في وقت قياسي، وهذا قد يكون من أهم الأسباب التي تجعلنا نخفق في سعينا ونعود أدراجنا إلى الوراء، ولهذا فقد يكون من الأفضل أن نفكر بخطوات صغيرة وأهداف يمكن تحقيقها، فهي بلا شك ستوفر لنا فرصا أكبر للتقدم والانجاز، وتجعلنا في وضع أفضل للقيام بخطوات أكبر فأكبر.

    استمر في التقدم: إن إحتمالية أن نتعثر في بداياتنا أمر وارد جدا، بل وقد يكون مؤكدا، لكن هذا لا يجب أن يمنعنا من متابعة المسير والتقدم، واكتشاف أسباب التعثر وتصحيحها، هذا ليس من شأنه أن يجعلنا نتقدم فقط بل ويعتبر فرصة ثمينة للتعلم والتطور.

    تحرك بعقلية الطفل: كلنا قد نكون انتبهنا إلى محاولات الأطفال في تعلم المشي والنطق وغيرها، والتي يقومون بها دون كل أو ملل، رغم سقوطهم المتكرر، ومحاولاتهم الكثيرة التي لا يبدو أنها تجدي معهم، إلا أن كل هذه المحاولات لا تشغل بالهم أبدا ولا تثنيهم عن المحاولة، وما يهمهم هو فقط الهدف النهائي الذي يسعون من أجله وهو المشي مثلا.

    تخيل أن طفلا فكر في أنه لا جدوى من المحاولة، وأنني فشلت عشرات المرات في أن أمشي، واستسلم للأمر، فما هي النتيجة المتوقعة؟!

    الهرب ليس خيارا: غالبا ما يكون خيار المواجهة هو الخيار الأفضل للتعامل مع المشكلات والتحديات المختلفة، والذي يساهم فعلا في حلها والتغلب عليها، بينما يكون خيار الهروب والتراجع سببا في تفاقمها وتعاظم تأثيراتها علينا وجعلنا أضعف في التعامل معها.

    الرؤية الواضحة: لا شك أن التخطيط الجيد وتكوين رؤية واضحة عن ما نريد القيام به وكيفية القيام به هو من الأمور الضرورية جدا للنجاح في تحقيقه، لكن هذا طبعا لا يعني الاستغراق في التخطيط أكثر مما ينبغي، على حساب القيام بالأفعال نفسها التي نحتاج إلى القيام بها.

    2024- أفكار إبداعية لاستكشاف فرص التغيير والتطور2024- أفكار إبداعية لاستكشاف فرص التغيير والتطور

    الوقت أغلى ما تملك: تذكر دائما أن الوقت من أثمن الأشياء التي تملكها، وأنه ربما الثروة الوحيدة التي لا يمكن تعويضها، ولذلك فإن الوعي بالوقت وحسن إدارته واستثماره لصالح تقدمنا ونمونا هو من أجدر ما يتوجب علينا الاهتمام به.

    امض بعض الوقت في تخيل أن العام الجديد انقضى وأنك لا تزال تراوح في مكانك ذاته، وتخيل أيضا وأنت تحتفل في نهايته بإنجازات عديدة كنت تطمح في تحقيقها، واستشعر الفارق في مشاعرك بين الحالتين.

    اللمسة المبتكرة: أضف على خطتك للعام الجديد لمسة مبتكرة، لا تحاول أن تفكر بالطريقة السابقة نفسها، وتتحرك بالطريقة نفسها، وبالمشاعر نفسها، وإنما أضف إليها شيئا من شغفك..حماسك..ايجابيتك..إبداعك..كون رؤية تليق بك وبما تطمح في تحقيقه..أضف إليها بعض النكهات التي تجعلك غير قادر على التراجع عنها، أو الزهد بها أو تأجيلها.

    نموك المتوازن: إن التحرك من خلال رؤية متوازنة تضع في اعتبارها تحسين وتطوير جوانب الحياة المختلفة وإن كان بخطوات بسيطة وصغيرة أفضل بلا شك من التركيز المبالغ فيه على جانب وتجاهل الجوانب الأخرى وتركها لتضمر.

    الثقة في مقابل عدم الثقة: يقول هنري فورد: "إذا كنت تظن أنك تستطيع أو أنك لا تستطيع ففي الحالتين أنت حق" فإذا كان الأمر محقا في الحالتين، فلماذا لا أختار الحالة التي تقويني وتساعدني على التقدم والانجاز، وأختار الحالة التي تضعفني وتعيقني وتشدني للخلف؟

    في الختام وبينما أرجو للجميع عام خير وتقدم وازدهار ووعي وهداية وتراحم، فإنه لابد من التفكير جديا في جعل العام الجديد بداية حقيقية للتطوير والتحسين في جوانب حياتنا المختلفة، بحيث يكون خطوة على طريق تحقيق أهدافنا وتطلعاتنا في الحياة، وتحسين جودة حياتنا بما يليق بنا، وبإنسانيتنا التي تهفو بشكل دائم للأفضل والأحسن، ولن يكون هذا إلا من خلال رؤية مختلفة وطريقة مختلفة في التفكير والتوجه، وإرادة أقوى على الفعل ومواصلته واستمرار التقدم حتى بلوغ أهدافنا، وتحقيق النجاح الذي ننشده في الحياة.

    Ahmad eshoush

    Ahmad eshoush

    فنان تشكيلي وكاتب محتوى إبداعي متنوع

    فنان تشكيلي وكاتب محتوى إبداعي متنوع، لدي شغف كبير بالتأليف والكتابة الإبداعية ولدي أربعة كتب مطبوعة ومنشورة وأكثر من خمسة معارض فنية شخصية ونصبين تذكاريين في مدينتين من المدن الأردنية العريقة وحاصل على العديد من الجوائز في الشعر والقصة القصيرة واللوحة التشكيلية

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ