أشهر حكم وأقوال الإمام الشافعي وأشعاره الملهمة
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولأقوال الإمام الشافعي درر ذهبية ومواعظ مرصعة بالمجوهرات لعمق معانيها وقيمتها، فإنه قدوة يحتذى بها لدى أهل السنة والجماعة؛ وانطلاقًا من العلم الزاخر الذي كان يتمتع به من فقه وحديث وتفسير وغيرها الكثير؛ فقد بقي حاضرًا في أعماقنا حتى هذه اللحظة وسيبقى حاضرًا ما حيينا.
الإمام الشافعي
من منا لا يعرف مؤسس علم أصول الفقه الإمام محمد بن إدريس الشافعي، يكنى بأبي عبدالله، ويعود نسبه إلى قريش، نشأ وترعرع في كنف عائلة مسلمة في ربوع غزة عام 150 هـ، إلا أنه قد ارتحل برفقة والدته إلى مكة عند بلوغه سن عامين فقط، وقد تمكن بفضل نباهته وذكائه من حفظ القرآن الكريم كاملًا عند بلوغه سن السابعة من عمر، وقد عرف بحبه العميق للعلم والدين الإسلامي وعلومه المختلفة، ما دفعه للسفر والارتحال إلى المدينة المنورة للالتقاء بالإمام أنس بن مالك، ثم إلى اليمن وبغداد وغيرها، واهتم بدراسة المذاهب المختلفة منها الحنفي والمالكي، وعاود أدراجه إلى مكة بعد ذلك لينضم لحلقات الذكر والدراسة في الحرم المكي.
أقوال الشافعي في عزة النفس
ضرب الإمام الشافعي دورسًا للعالم بأسره في عزة النفس، فقد كان أنموذجًا يحتذى به؛ وما يؤكد ذلك الأقوال والاقتباسات المتداولة إزاء ذلك:
يتغنى الشافعي بالمروءة ومكانتها المرموقة بمقولته هذه؛ إذ بالرغمِ من هيام الإنسان وتعطشه لشرب الماء باردًا حتى يروي عطشه؛ إلا أنه لو علم بأنها تنقص مروءته لما تجرع منها رشفة واحدة.
من أقوال الشافعي في الأخلاق وعزة النفس ألا يكون الإنسان متكبرًا؛ فإن هذه الصفة البغيضة تلتصق فقط باللئام بالدرجةِ الأولى، فإن التواضع صفة أهل المروؤة والكرم.
استكمالًا لأقوال الشافعي عن عزة النفس فقد أشاد بالإنسان المتواضع الذي يعرف قيمته الحقيقية، فإن من يتجه لتقمص أدوار ليست له ولعب شخصية أو مكانة أعلى منه فإن الله سبحانه وتعالى سيرده إلى قيمته الحقيقية.
أقوال الإمام الشافعي عن الحياة
لم يبخل الإمام الشافعي علينا بالحكم والاقتباسات التي حقًا لها قيمة ذهبية مرموقة قدمت لنا النفع العميق، ومن أهم أقواله عن هذه الحياة:
في الأقوال أعلاه توجيه صريح من الإمام الشافعي لعدم التمسك بهذه الدنيا الزائلة؛ فإن العمر والحياة ليس مضمونًا أبدًا، وينصح بضرورة التخلي عن ملذات الدنيا والتمسك بكل ما يجعلك تمضي في طريق الفردوس، فإن الإبكار بالتقرب إلى الله وابتغاء مرضاته أسلم لبلوغ جنان الخلد.
جاء قول الإمام الشافعي للاقتباس أعلاه مشجعًا على مجابهة المصاعب التي تواجه الإنسان في تحقيق طموحاته ونيل مراده، فإن موته غريبًا أهون عليه من عدم نيل مراده النبيل في الحياة، كما أنه يؤكد على أن ما كتبه الله له سيأتيه ولو كان في أعماق البحار.
من أقوال الإمام الشافعي في وصف الحياة بأنها ليست عادلة بالمجمل؛ فإن غدر الزمان يأتي على عظام النفوس بأقسى الدروس؛ لذلك قد ترى العبد مفعمًا بالرخاء والرفاهية، بينما ذو النسب يفترش التراب له منامًا.
حب العلم والسفر والترحال للبحث عنه من الأمور التي حث عليها الإمام الشافعي - رحمه الله- فقد وجه في قوله أعلاه إلى البحث والتنقيب عن الأدب والعقلانية والحكمة بأعلى المقامات؛ حتى وإن لزم الأمر الاغتراب وترك الأوطان.
أقوال الإمام الشافعي في الصبر
الصبر فضيلة من الفضائل التي يعرف بها المسلم الحقيقي، فقد كان الإمام الشافعي -رحمه الله- يكتب أشعارًا ويتغنى بها تيمنًا وتعظيمًا لهذه الفضيلة، ومن أجمل أقوال الإمام الشافعي في الصبر ما يلي:
معانٍ عميقة وملحوظة في الأبيات الشعرية في قصيدة دع الأيام تفعل ما تشاء؛ فإنه دليل قطعي على إيمان الشافعي بأن الصبر على الشدائد دلالة الإيمان النابع من الأعماق بالقضاء والقدر، فإن حوادث الدنيا زائلة وستمضي حتمًا فإن كل ما يحدث بأمر الله سبحانه وتعالى فقط، فقط اصبر لأمرك.
نمر جميعًا بالكثير من الضيق ونعتقد أنها نهاية المطاف ونفتقد الصبر حتى يهيمن الشك علينا بأنها لن تُفرج، إلا أنها بعد استحكامِ الشدة والضيق ما انتهت إلا بالفرج، ودومًا رب العالمين يجعل الخير خفيًا في كل شر يواجهنا؛ فإن رب الخير لا يأتي إلا بخير.
محطات في حياة الإمام الشافعي
رغم مرور 1200 عام على رحيل الشافعي، إلا أنه من أعظم الشخصيات التي تركت بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي، فقد صب جل اهتمامه وجهوده الجبارة على اكتساب العلم والمعرفة بالعلوم الدينية من علم الفقه، التفسير وغيرها الكثير، ومن المتعارف عليه أنه الإمام الثالث بين قائمة الأئمة الأربعة لدى أهل السنة والكتاب؛ حيث تنتمي جماعة كبيرة من المسلمين إلى المذهب الشافعي.
العدل والذكاء من أبرز الصفات التي ارتبطت به أيضًا، وقد سطعت وتجلّت على وجه الخصوص خلال توليه منصب قاضٍ في إحدى مراحل حياته، كما كان شجاعًا مقدامًا راميًا من أمهر الرماة في عصره.
ختامًا، فإن أقوال الإمام الشافعي هائلة جدًا وجميعها موزونة بحكمة وحنكة ومليئة بالإيمان بالله تعالى، إذ لم ينطق ببيت شعري أو مقولة إلا وكانت تؤكد على اتكاله على الله سبحانه وتعالى في حياته، والدعوة للتحلي بالأخلاق والصبر والسعادة بأمر الله تعالى والسعي إلى نيل المراتب العلا من الجنان.
المراجع
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.
تصفح صفحة الكاتب